تعزيز الوعي المعرفي يصون المجتمع

الثورة أون لاين – عمار النعمة:

مما لا شك فيه أن الحرب على سورية كانت إعلامية وعسكرية وسياسية وثقافية…. وقد حاول الكثيرون من دول العالم تخريب المجتمع السوري وبث السم والفتنة بين أهاليه، لتفكيك قيمه وتدمير ثقافته وحضارته الموغلة في التاريخ… بيد أن السوريين على اختلاف مشاربهم كانوا على وعي كبير بما يحصل فكانوا صفاً واحداً في وجه الإرهاب والجهل والتخلف، فواجهوا الحرب بالثقافة والكلمة والموسيقا والأدب إيماناً منهم بأنهم أبناء الحياة والحضارة، وأن القيم المجتمعية التي أكد عليها السيد الرئيس في خطابه الأخير هي شعار السوريين وصميم حياتهم.. لتبقى العبارة الأجمل والأبهى هي التي قالها قائد الوطن وحاميه ذات يوم (ستبقى موسيقانا أقوى من رصاصهم، وثقافتنا أقوى من إرهابهم).

جريدة الثورة التقت الأديب د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب فقال:
لم يكن خطاب القسم الذي ألقاه السيد الرئيس بشار الأسد يوم السابع عشر من تموز عام ألفين وواحد وعشرين خطاباً تقليدياً، سواء عَبْرَ الكلام الذي أكّده سيادته أم عَبْرَ الحضور النوعي الذي اختيرَ معظمُه بعناية فائقة تؤكد مدى اهتمام سيادته الكبير بكل من أسهم في مواجهة الحرب الشاملة التي شُنت على سورية، فإذا كان المقاتل في ساحة المعركة قد احتمل العبء الأكبر، فإن المعلم والمثقف والإعلامي والفنان والعامل والفلاح ومكونات المجتمع كافّة قد أسهمت في مواجهة هذه الحرب والتصدي لها، ولهذا كان حضورها ضرورياً في هذا الخطاب، وهو خطاب كان موجهاً أساساً إلى كل من يُفترض فيه أن يحافظ على بناء الفرد والأسرة والمجتمع وتماسكهم، لأن تماسك هذا الثالوث والحفاظ على تحصينه من شأنه أن يمنع الدولة من السقوط، وأن يحمي المجتمع من الانزلاق نحو هاوية الاقتتال، وأن ينأى بالوطن عن السير في اتجاه التقسيم، لذلك خص السيد الرئيس المعلمين بالتحية في خطابه، وهم من هم في تعميق ثقافة الناشئة وتحصينها وتعزيز الوعي والوطنية لديهم، ولا سيما أن سيادته عَدَّ الوعيَ الشعبي حصنَ الجميع المنيع لمّا قال:
“الوعي الشعبي هو حصنكم، وهو حصننا، وهو المعيار الذي نقيس به مدى قدرتنا على تحدي الصعاب والتمييز بين المصطلحات الحقيقية والوهمية”، وهنا تأكيدُ ضرورةِ إيلاء الأهمية الفائقة للمصطلحات والحذر الشديد من محاولات تصدير المصطلحات الملغومة إلى مجتمعاتنا كخطوة في طريق تفخيخ ثقافتنا ومعرفتنا الوطنية الأصيلة التي أسهمت على نحو أو آخر في حماية وطننا ومجتمعنا، ومنعهما من الانزلاق نحو التقسيم والتفتيت، بعد أن تسود الفوضى والاقتتالُ الطائفي والمذهبي مجتمعاتِنا.
ولما كان إيمان السيد الرئيس بالقيم المجتمعية إيماناً راسخاً ومطلقاً ونابعاً من قناعاته بأنه أساس استقرار المجتمع، فقد أولاه الاهتمام اللائق في خطابه، رغبة منه في أن تسود القيم أركان المجتمع كلها، لأن غياب القيم عن المجتمعات يعني الذهاب في اتجاه الفوضى والاقتتال والخراب، لهذا كان من الواجب علينا تأكيدُ ضرورةِ تكريس القيم واحترامها إذا أردنا لمجتمعاتنا أن تكون مستقرة ومزدهرة.
لقد أراد الأعداء بحربهم على سورية تدمير إرادة الإنسان وتزييف وعيه، لإيمانهم المطلق بأنه السبيل الوحيد لنسف مفهوم المواطنة والوحدة الوطنية.
من جهة أخرى، أظهر خطاب القسم اهتماماً كبيراً لدى السيد الرئيس بقراءة التاريخ وتتبع مساراته ومآلاته، ومتى يمكن أن تأخذ الأحداث مجتمعاً من المجتمعات إلى النصر، ومتى تودي به إلى الهلاك، إذ حينما يكون الوعي والموروث القيمي متجذراً في الفرد فإنّ هذا من شأنه أن يسهم في انتقاله إلى الأسرة، ثم إلى المجتمع، حينَئذٍ يدرك الشارع ويعي ضرورة فهم الهوية وكيفية الانتماء إليها، بل إننا حينَئذٍ يمكننا أن نتحدث عن استراتيجية في الثبات والنضال والمقاومة، التي لا يستطيع العدو قهرها أو الانتصار عليها وتدميرها، وذلك لتجذرها وتأصلها تاريخياً لدى هذا الشعب، ومن هنا كان تأكيدُ خطورةِ الحرب النفسية التي سبقت، أو ترافقت، مع الحرب العسكرية، وهي حربٌ أخطرُ بكثير من الحرب العسكرية، لأنها تهدف إلى ترويض الشعوب وتمييع ثقافتها، وتزييف وعيها، كخطوة على طريق نسف الثقافة والقيم وإعادة تشكيل المفاهيم.
أجل، لقد واجهنا، ولا نزال، حرباً ثقافية وقيمية وإعلامية، حرباً تستدعي منا جميعاً أن نتكاتف لمواجهة الفساد المنتشر من حولنا، والذي أوشك أن يصل إلى الكثير من مؤسساتنا، كما أننا في أمس الحاجة إلى تعزيز ثقافة القيم والوعي لدى مجتمعاتنا وأفراد أسرنا، فثمة بعض المعايير التي بدأت بالاختلال والسقوط، ومن شأن هذا السقوط أن يخلق فراغاً يسمح لكل حاطب في ليل الفساد وراغب في تدمير الأوطان أن يُعمِل أدواته المسمومة، ويستنفد طاقاته في تخريب ما بقي من قيم وثقافة في هذا المجتمع.

بقي أن نقول أخيراً: إن خلل المعايير والقيم أو غيابها عن مجالات الثقافة، من شأنه أن يقضي على دور الكلمة والثقافة والأدب في بناء المجتمعات وتحصي

بشار محمد, [١٥.٠٨.٢١ ٠٩:٥١]
[Forwarded from Maream …]
نها، بل من شأنه أن يكون أحد أهم أسباب تدمير المجتمعات وتقويض أركانها.

آخر الأخبار
عبد الكافي كيال : صعوبات تعرقل إخماد حرائق جبل التركمان... واستنفار شامل دمشق تؤكد التزامها بإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية.. حضور سوري لافت في لاهاي دمشق تنفي ما تداولته وسائل إعلام حول "تهديدات دبلوماسية" بحق لبنان من جديد .. محافظة دمشق تفعل لجان السكن البديل.. خطوات جديدة لتطبيق المرسوم 66 وتعويض أصحاب الحقوق رئيس مجلس مدينة كسب للثورة : البلدة  آمنة والمعبر لم يغلق إلا ساعة واحدة . إخماد حريقين في مشتى الحلو التهما  خمسة دونمات ونص من الأراضي الزراعية وزير الطوارئ :  نكسب الأرض تدريجياً في معركة إخماد الحرائق.. والغابات لم تُحسم بعد وفد من اتحاد الغرف التجارية وبورصات السلع التركي يلتقي الرئيس "الشرع" في دمشق الخضراء التي فتحت ذراعيها للسوريين.. إدلب خيار المهجرين الأول للعودة الآمنة باراك: لا تقدم في مفاوضات الحكومة السورية مع "قسد" و واشنطن تدعم دمجها سلمياً من  ألم النزوح إلى مسار التفوق العلمي..  عبد الرحمن عثمان خطّ اسمه في جامعات طب ألمانيا علما سوريا جيليك: نزع السلاح لا يقتصر على العراق.. يجب إنهاء وجود قسد  في سوريا رفع كفاءة الكوادر وتطوير الأداء الدعوي بالقنيطرة بين الصياغة والصرافة .. ازدواجية عمل محظورة وتلويح بالعقوبات نزهة الروح في ظلال الذاكرة.. السيران الدمشقي بنكهة الشاي على الحطب "تربية طرطوس": كامل الجاهزية لاستقبال امتحانات الشهادة الثانوية الغابات تحترق... والشعب يتّحد.. التفاف شعبي واسع لمواجهة حرائق الساحل وزير الطوارئ ومحافظ اللاذقية يستقبلان فرق مؤازرة من الحسكة والرقة ودير الزور سوريا تسعى لاستثمار اللحظة الراهنة وبناء شراكات استراتيجية تعكس تطلعات الشعب الاكتتاب على ١٢١ مقسماً جديداً في حسياء الصناعية