الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
من كان حليف رئيس النظام التركي رجب أردوغان بالأمس لجهة دوره بالحرب الإرهابية على سورية فهو اليوم ليس كذلك، خاصة وأن نشر فضائح أردوغان السياسية تتوالى ويؤكدها من كان معه في ذات الحزب الإخواني “حزب العدالة والتنمية”.
علي باباجان الذي كان أحد المقربين من رئيس النظام التركي، وانشق عن حزب العدالة والتنمية، وأسس حزب الديمقراطية والتقدم التركي المعارض فيما بعد، لطالما كشف خبايا السياسة التركية وألاعيب أردوغان، فيشير إلى أن أطماع أردوغان وحنينه إلى العودة لماضي أجداده الدموي أفقدته صوابه، وهذا ما تدل عليه تصرفاته العدوانية واعتداءاته العسكرية المتسارعة على دول الجوار وغيرها، ليس على سورية وحسب بل امتدت أطماعه إلى ليبيا والصومال والسودان وتونس وأفريقيا بشكل أو بآخر، فيما لا بد أن نعرج أيضاً على المشكلات التي يحدثها مع اليونان حول الطاقة في البحر المتوسط، ودوره في الحرب التي دارت بين أرمينيا وأذربيجان وإرساله إرهابيين للقتال هناك دون أي مبرر شرعي أو قانوني له.
فكلنا يعرف مدى تورط أردوغان بتأجيج الأزمة في سورية ودوره الأساسي الذي لعبه ويلعبه في سياق الحرب الإرهابية عليها، واستغلاله للتطورات فيها من أجل افتعال مزيد من التدخل في شؤونها بشكل مباشر ودون أي مبرر، وفق تأكيد باباجان في حديثه لقناة خبر تورك الإخبارية، وباباجان لم يكن الأول الذي يفضح ويكشف أوراق أردوغان وحزب العدالة والتنمية هذه، فهناك الحزب الجمهوري التركي المعارض ممثلاً برئيسه كليتشيدار أوغلو الذي يرفض أيضا أفعال أردوغان وسياسته العدوانية ويدعو إلى إعادة العلاقات مع سورية، إضافة إلى تقديم بعض المسؤولين والإعلاميين الأتراك حقائق ووقائع دامغة وكذلك وسائل إعلام تركية عن حقيقة الدور الأردوغاني الأعمى الذي امتدت تبعاته لتطال تركيا من الداخل.
فأردوغان أداة الناتو الأطلسي الحادة أوجدته السياسة الأميركية كذراع تنفيذ لمخططاتها في المنطقة، وهو لا يتنفس بدون إذنها أو يتحرك بدون أوامر منها، لذلك نراه قد شكل رأس الحربة في الحرب الإرهابية على سورية، من خلال دعمه للإرهابيين وتمويل استخباراته لهم عبر شحنات الأسلحة التي لم تتوقف، إضافة للعمليات العدوانية لقوات احتلاله التي يمارسها في شمال سورية، واستهدافه للمدنيين في الحسكة وريف حلب، إضافة لاحتلاله إدلب وإشرافه المباشر على العمليات الإجرامية التي يرتكبها إرهابيو “النصرة” بحق المدنيين واستهداف مواقع الجيش العربي السوري، كما لم يسلم من همجيته ريف اللاذقية الذي حوله إلى أوكار ومخابئ للتنظيمات الإرهابية التي تحتمي بحمايته، ولعل في المخيمات التي أقامها على الحدود من أجل عمليات تهجير السوريين الممنهجة والاستثمار الرخيص بمعاناتهم كانت دليلاً واضحاً على الدور القذر المناط به أميركياً وصهيونياً في سياق الحرب الإرهابية على سورية، فهو ما زال أسير مشروعه الإخواني، وقد مهد هذا اللص لسرقة خيرات السوريين وتدمير ممتلكاتهم وحرق محاصيلهم وأرزاقهم، فضلاً عن تعطيش أبنائهم في الحسكة وقطع مياه الفرات عن أراضيهم.
نظام أردوغان مارق على القوانين والشرعية والأعراف الدولية، ولكن رهاناته في سورية سوف تتبدد، فأبناؤها لا يسكتون على ضيم، وهم سيواصلون مقاومة المحتلين حتى طرد الغزاة، فالمستقبل لأصحاب هذه الأرض التي جبلها أجدادنا بأرواحهم ودمائهم.
