الثورة أون لاين – معد عيسى:
اختصر السيد الرئيس بشار الأسد مشكلة القطاع الكهربائي في سورية ولا سيما ما يخص الطاقات المتجددة بالقول “ً تنظيم القطاع هو الهدف الأول لهذه السياسة ” أي السياسة التي يجب أن تسير عليها الحكومة في معالجة الواقع الكهربائي المتردي ، مشكلة هذا القطاع هي في السياسات المتبعة في قطاع التوليد التي ما زالت حتى اليوم تتبع سياسة الهروب إلى الأمام في المشروعات التي تقوم بتنفيذها ، ورغم أن الوزارة من عشر سنوات تُرجع مشكلتها إلى نقص الغاز ، تُصر على إنشاء محطات توليد تعمل على الغاز دون الذهاب إلى الخيارات الأخرى المتاحة ولا سيما السجيل_الزيتي ، ونوعا ما ستنجح مرحليا ولكن ستؤخر المشكلة ، فتحويل الغاز المخصص لبعض المحطات إلى محطتي اللاذقية وحلب سيحسن واقع الكهرباء لأن مردودها سيكون مرتفعا كونها جديدة ، وسيزيد من الإنتاج في الدارات المركبة ولكنه في الوقت نفسه سيكشف حجم الخلل في المحطات العاملة حاليا لأسباب منها يتعلق بظروف الحرب والحصار وتعذّر تأمين قطع الغيار ومنها يتعلق بسوء التنفيذ والفساد .
سياسة الهروب إلى الأمام يجب تحميل مسؤوليتها إلى أصحاب القرار المعنيين وما نحن به اليوم من وضع كهربائي يعود لعدم الدخول إلى تفاصيل هذا القطاع وما جرى فيه خلال سنوات الأزمة ، وما لم يتم الدخول إلى هذا القطاع لن يتم تصحيح استراتيجية الطاقة وتحديد توجهها وبالتالي توجيه الاعتمادات إلى القناة الصحيحة ، ولو أن الاستراتيجية واضحة مثلا في موضوع الطاقات المتجددة والجديدة وهنا لا نحمل الكهرباء مسؤولية لكان التنفيذ في مدينة حسياء الصناعية بناء مزارع ريحية لتوليد الكهرباء باستطاعة 100 ميغا وليس محطة كهروضوئية لأن الجدوى محققة وفق أطلس الرياح الصادر عن وزارة الكهرباء وهذا ما تحدث عنه السيد الرئيس صراحة بالقول : ” أعتقد بأن التحدي العاجل الآن أن يكون لدينا سياسة ولدينا تنظيم لهذا القطاع لأننا إذا لم نقم بعملية التنظيم بشكل عاجل فهناك عملية استغلال تحصل الآن للمواطنين من قبل الجشعين وأصحاب المصالح تستغل الحاجة من جانب وتستغل عدم المعرفة بقطاع هو قطاع جديد بالنسبة لنا في سورية ”
بناء الاستراتيجيات المرحلية يتم على أساس الموارد المحلية المُتاحة وليس المتوقعة ، لدينا سجيل زيتي نبني على أساسه طالما لا يوجد غاز وعندما يتوفر الغاز نستخدمه في قطاعات أخرى أهم بكثير من الحرق المباشر في محطات الكهرباء مثل صناعة الحبيبات وتدفئة الضواحي والنقل والصناعات الأخرى وبما يحقق قيما مضافة عالية ، وعندما لا يتوفر التمويل الكافي لمشاريع السجيل الزيتي نذهب بالمتاح إلى الطاقة الشمسية وهكذا ، لا نستمر بانتظار الغاز وتقديم التبريرات غير المنطقية التي رفضت لسنوات طويلة تنويع مصادر الطاقة رغم إتاحتها وجدواها ووفرها الكبير .
السيد الرئيس قال : ” السياسات يجب أن تدرس بشكل أساسي في الحكومة لكي نعرف إلى أين نسير بهذا القطاع خلال السنوات القادمة ولربما خلال عشرات السنين القادمة”.