الملحق الثقافي: حبيب ابراهيم:
قريباً
أو يزيد،
تدثَّرَ القلبُ
بمعطفِ الأماني
والهديل …
ضاقت الأمواجُ ذرعاً
بالشواطئِ وهي تودّعُ
عطشَ المآقي
والسنين…!
أيّها الضوءُ… تمهّل
حزينةٌ هذي المراكب
لا تنام على المدى
ترنو إلى سفرِ النّوارس
وبكاء النو
وصهيل الجهات …
أيّها الضوء … تمهّل
لملم جناحيكَ
مع نسائمٍ لا تغيب…
كأنّكَ ريشة
في مهبِّ الريح
أو بضع فراشاتٍ
تطيرُ «خبط عشواءٍ»
كأحلامٍ بريئة
ضاعتْ ذاتَ ليلٍ
وغدتْ جمراً مُحال..
أيّها الضوء … تمهّل
صحراءُ هذي الروح
تفيقُ كلّ صباحٍ
على نحيبِ دمية،
أو أنين شاعر ..
رفضتْ القصائد
أن تغادرَ محابرها
ومواجع عشقها
وهديل حروفها ..
أيّها الضوء … تمهّل
من أيّ نبعٍ أنت ؟..
من أيّ ريحٍ
تملأ رئتيك
بالشهيق؟
أو تغادر هذه الأحلام
الحبلى بالنشيج ؟!
لا درب يسبقُ الاقدام
أو خطوات بعيدة
تسترجعُ على خجلٍ
سيرة العشبِ النديّ..
أيّها الضوء… تمهّل،
حنانيك،
الصّبحُ ما زالَ وحيداً
يركضُ بأقدامٍ عارية
خلف مصابيحٍ
أعلنت التمرّد
على الأقاحي
والفيافي
والعيون ..
أيّها الضوء … تمهّل
أيّها المنسيّ
بين قلبي والضلوع
خذ مناديلَ من عبروا
إلى الضّفاف
وانثر رياحينكَ
فوقَ المصاطب والرعوشِ …
أيّها المنسيّ
في جنونِ الصحو
في زهوّ المدائنِ
آن لكّ أن تحطّ رحالكَ
بين أصابعي مُزناً
للصّيف..
للضفائرِ
للحنين…
التاريخ: الثلاثاء 17- 8- 2020
رقم العدد: 1059