الملحق الثقافي: آنا عزيز خضر:
ما بين الحالة الافتراضية والواقعيّة، وما بين الاستسلام والرفض، وما بين القبول والصراعات، والموت والحياة، سارت أحداث العرض المسرحي “X” الذي قُدّم على صالة مسرح الحمراء بدمشق، والذي هو من تأليف الكاتب العراقي “قاسم المطرود”، وإعداد وإخراج “ثائر حذيفة”….
ضمن هذه المساحات، تمّت ترجمه أخرى للحياة، رغم أن الفضاء الافتراضي الجديد، هو الموت بعد الحياة التي عاشتها الشخصيات، وكانت صورة عن الواقع الذي لم يتخلّ عنه المبدع السوري أبداً، فقد قدّم رؤيته الناضجة عبر كلّ إنجازاته، ولاسيما المسرحية التي واكبت الحرب منذ بدايتها.
حول العرض وعوالمه، وحلوله الإخراجية ومقترحاته، وبعض التساؤﻻت التي منها: لماذا هذه الفكرة؟!!. ولماذا الموتى، وما الذي يمنحونه للنص؟.. وماهي الحلول الإخراجية، وعلاقة العرض بالواقع.. حول كلّ هذا، تحدّث الفنان “ثائر حذيفة” قائلاً:
“سبب اختيار الفكرة: منذ بدء التاريخ، كان ومازال الصراع البشري قائم، ومازال الإنسان على اختلاف مشاربه، يدفع الضريبة كاملة، من دماء وقمع وجوع وتشرّد، وانهدام قيمه الإنسانية والفكرية والمعنوية رويداً رويداً، وهكذا إلى تحوّله إلى سلعة ووقود، للحروبِ التي لها عدّة مسميات ومسببات، دينية وسياسية الخ..
لقد كان العرض المسرحي إكس X عبارة عن صرخةِ احتجاجٍ وتمرّدٍ على هذا الواقع، وفي فكرته محاولة لوقفِ هذا النزيف الذي يتعرّض له الإنسان، بدءاً من الولادة وقطع حبل النهايات المؤلمة دائماً وأبداً.
لم يكن العرض على لسان الأموات أبداً، بل كان المستوى والقراءة الواقعية، على لسان حارسٍ وعاملِ صالة المسرح، الذي جسّد شخصية الرجل الصامت، أما الشاب العاشق عمران، والفتاة العاشقة صبا، فكانا بدورهما هاويان لحالةِ التمثيل المسرحي.
أما بالنسبة للخطة الإخراجية والحلول المتّبعة، فكانت هناك تجربة شخصية سريالية، ضمن قوانين وأعراف المسرح التجريبي.
كما أن العرض، كان مبنياً على ثالوثٍ تكرّر في قطعِ الديكور من جهة، وفي الرموز التي تواجدت في عمق الخشبة المتمثلة بالأديان السماوية الثلاثة، من جهة أخرى.. لقد كان هناك قراءة ثالثة للعرض، ألا وهي القراءة النفسية والفلسفية المتمثلة بتحليل “فرويد” للأنا والهو والأنا الأعلى.
أما بما يخص علاقة الفن بالواقع، فأراها علاقة جدلية متكاملة، كما الواقع يحتوي الفن في ذاته، على الفن أن يحتوي الواقع أيضاً في ذاته، وأن يكون مرآة له، إلا أن في عرض X كان هناك أسلوب مخاطبة اللاشعور، وترك الأثر النفسي فيه، ذاك الذي من الممكن أن يؤدي نتاجه، في أوقات وأزمان لاحقة.
أعتذر شخصياً عن القليل من الغموض، الذي اكتنف العرض، بسبب رداءة تنفيذ الديكور، وفقر الميزانية لمثل هكذا عروض، تحتاج إلى اهتمامٍ يليق بمستواها الفكري والنفسي والجمالي..
أما بالنسبة لتجربة العرض الزائر، فقد كانت لطيفة رغم أننا لم نعرض إلا يوم واحد لأسبابٍ إدارية وزمنية، رغم رغبتنا بأن يعرض لأكثر من مرة، ومن أجل الاستفادة من آراء أكبر عدد من الجمهور، ولتحقيقِ الهدف المرجو من العرض.
التاريخ: الثلاثاء 17- 8- 2020
رقم العدد: 1059