الثورة أون لاين – مها الداهوك:
جرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني تتواصل في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية بهدف تصفية الوجود الفلسطيني من الأساس، وتكريس الاحتلال، وشرعنة وجود الكيان الغاصب على الأرض الفلسطينية، وما كان للعدو الصهيوني أن يستمر بارتكاب جرائمه لولا الدعم الأميركي اللا محدود، والتغاضي الغربي عن تلك الجرائم، والصمت الدولي على سياسات التهويد الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال لتغيير المعالم التاريخية والحضارية لفلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
اقتحام الأحياء الفلسطينية وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وتهجير الأهالي منها، وتجريف المزيد من الأراضي الزراعية، هي جرائم شبه يومية تركبها قوات الاحتلال بغية توسيع رقعة البؤر الاستيطانية غير الشرعية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وما إخطارات الهدم الجديدة في منطقة النفق في بيت جالا في بيت لحم، والتي تتعرض لهجمة استيطانية مستعرة في الآونة الأخيرة إلا استكمال لسياسة العدوان والاستيلاء بالقوة على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم، حيث أقدمت سلطات الاحتلال ومستوطنيه على عمليات تجريف وسرقة آراض واسعة في تلك المنطقة، وسلمت 4 إخطارات بوقف العمل في استصلاح الأراضي ووقف بناء مخازن تعود ملكيتها للمواطنين الفلسطينيين بذريعة أنها واقعة في المنطقة المصنفة “ج”.
هذا وتتعرض أراضي تلك المنطقة” لاعتداءات مستمرة من قبل الاحتلال والمستوطنين، وتقع بالقرب من منطقة “الرأس” المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان، فيما تسعى سلطات الاحتلال للاستيلاء على المزيد من الأراضي في محافظة سلفيت لاستكمال المشروع الاستيطاني بما يسمى “اريئيل الكبرى”، عبر ربط كافة البؤر الاستيطانية في المنطقة، وعزل المحافظات الفلسطينية عن بعضها البعض لتقطيع أوصالها الجغرافية.
يشار إلى أن مستوطنة “أريئيل” المعروفة بـ”إصبع أريئيل الاستيطاني” تتوسع على حساب أراضي الفلسطينيين بثلاثة أضعاف مساحتها الحالية حيث يوجد في سلفيت 18 تجمعاً فلسطينياً مقابل 24 مستوطنة ما بين سكنية وصناعية.
كما يعمل الاحتلال على توسعة المستوطنات وربطها بشبكة مياه وكهرباء وصرف صحي، ليشكل تكتلاً استيطانياً يسيطر على مساحة تصل إلى 70% من أراضيُ سلفيت التي تعد المحافظة الثانية بعد القدس من حيث الاستهداف الاستيطاني، بهدف فصل شمال الضفة عن جنوبها، والهيمنة على المياه الجوفية في المحافظة.
الإرهاب الصهيوني المتواصل يطول المواطن الفلسطيني قبل الأرض والشجر، حيث تعمدت قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس إطلاق الرصاص الحي باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى استشهاد فتى فلسطيني، ليرفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال خلال هذا الشهر.
اقتحامات قوات الاحتلال شملت أيضا عدة أحياء في مدينة البيرة وبلدات بيتا في نابلس وبيت جالا وبيت ساحور في بيت لحم وعزون في قلقيلية ومركة في جنين ومخيم العروب وبلدة سعير في الخليل بالضفة الغربية، وأسفرت عن اعتقال 17 فلسطينيا، وفق ما ذكرته وكالة معا الإخبارية.
وفي إطار تصديهم للممارسات الاحتلال، يواصل ثمانية أسرى فلسطينيين إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى في سجون الاحتلال بحسب ما ذكرته وكالة وفا التي نقلت عن المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين حسن عبد ربه قوله أن الأسرى الثمانية يواصلون إضرابهم عن الطعام رغم معاناتهم من تردي أوضاعهم الصحية إضافة إلى تنكيل قوات الاحتلال بهم وعزلهم عن بقية الأسرى ومنع المحامين والأهل من الالتقاء بهم وزيارتهم.
وفي سياق الممارسات الاستفزازية المستمرة لقطعان المستوطنين، اقتحم 132 مستوطنا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية، كما أدوا صلوات تلمودية في الأجزاء الشرقية منه.
إن التخاذل الدولي السياسي والإنساني أمام ما يُرتكب من جرائم حرب بحق الفلسطينيين وبشكل شبه يومي يؤكد على أن قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان والتي تتشدق بها الدول الغربية ليست سوى عناوين براقة تتداولها تلك الدول في أروقة مجالس الأمم والجمعيات الإنسانية وحسب، أما على الأرض، فيبدو التماهي الغربي مع جرائم الكيان الصهيوني أكثر وضوحاً.