الثورة أون لاين- عبد الحميد غانم:
أحداث متعددة تزامنت مع بعضها البعض شكلت بمجموعها وجهاً قبيحاً لمحور الشر الذي يشن اعتداءاته على سورية والمنطقة، حيث تصعد المجموعات الإرهابية المسلحة لتوتير الوضع الأمني في درعا ولعرقلة جهود التسوية الجارية، فيما يكرر العدو الإسرائيلي اعتداءاته الغاشمة ضد سورية، ويواصل انتهاك سيادة لبنان، ويتزامن ذلك مع تصعيد الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما الإرهابية ممارساتهم الإجرامية في المناطق التي تحتلها ميليشيا ” قسد” في الجزيرة، وإرهابيو “النصرة” بادلب، إضافة لممارسات الاحتلال الصهيوني القمعية بحق أهلنا في الجولان المحتل.
هذا التزامن في أدوار الشر الذي يعتمدها الاحتلال والعدوان يمثل إحدى وسائل المشروع المعادي للضغط على سورية والذي يتكامل مع الحصار المفروض عليها اقتصادياً وسياسياً لتحقيق أطماع دول العدوان في إضعاف جيشها وخرق صمود شعبها وإنهاك قدراتها وجعلها لقمة سائغة للمشروع الصهيوني، ومن يدور في فلكه.
لقد فشلت مخططات الأعداء الغزاة، ولم تستطع أن تنال من صمود سورية ومواقفها الوطنية المبدئية، وفشلت معها أدواتها الإرهابية المسلحة لتوتير الوضع الأمني ولم تنجح، وعليها أن تأخذ العبر والدروس مما حصل في أفغانستان، ومما أصاب المشروع الأمريكي الغربي في سورية والمنطقة، والانتكاسات التي أصيب بها هذا المشروع طيلة السنوات العشر الماضية خاصة وأننا نعلم أن الأعداء لم ولن يتوقفوا عن وضع مخططات عدوانية جديدة، وان يستمروا بمحاولاتهم الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وطمس الهوية الوطنية للعرب بما يلبي أطماعهم ويسهل تحقيق غاياتهم ومخططاتهم.
لهذا يتحتم على الأمم المتحدة العمل على إصدار قرارات مسؤولة لإنهاء العدوان ووقف ممارسات الاحتلال القهرية والظالمة بحق المدنيين وتضييق الخناق عليهم وعدم انتهاك سيادة الدول المستقلة باعتبار أن التعرض لها يخالف القوانين والمواثيق الدولية.
إن العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية وممارسات الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما الإرهابية في سورية ليست إلا محاولة لرفع معنويات ما تبقى من الإرهابيين الذين تلقوا الهزائم في معظم الجغرافيا السورية، وتأتي كمحاولة للتعويض عن الصفعة التي تلقاها المشروع الصهيو أمريكي الهادف إلى التضييق والحصار على سورية وشعبها والمنطقة عموماً.
فأمريكا وتركيا والكيان الإسرائيلي غارقون في أزمات سياسية واقتصادية داخلية تجعلهم عاجزين عن رفع معنويات الجماعات الإرهابية المسلحة المهزومة ودفعها لاستمرار العدوان واستكمال مشروعها، ففاقد الشيء لا يعطيه.
والمشروع الأمريكي والغربي والإسرائيلي الذي يتلقى الانتكاسات المتتالية عاجز عن إنقاذ الإرهابيين الذين تلقوا صفعة مدوية من الهزائم في الميدان على يد بواسل جيشنا البطل.
