د. الحوراني: هدفنا تكريس ثقافة الكتاب في الريف السوري
الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
كانت الطريق إلى مدينة الضمير معبدة بالآمال ومترعة بالمحبة لأبناء هذه المنطقة المقاومة في مواقفها، والعريقة في حضارتها، فقد شُدت الرحال إليها تنفيذا لخطة اتحاد الكتاب العرب في الاهتمام بالقراءة والعمل على تسليط الضوء على الأرياف وتزويدهم بعناوين متنوعة كنواة لمكتبة تكون محجا لكل راغب في القراءة والاطلاع.
وقد تزامن افتتاح هذه المكتبة التي زودت ب500 عنوان من إصدارات الاتحاد المتنوعة بين الرواية والترجمة والفكر والدراسات، بافتتاح مثيلاتها في عدد من المحافظات تأكيدا على الاهتمام بأبناء الريف وتوعيتهم عبر تكريس فعل القراءة وخصوصا بعد أن حاول الإرهاب تشويه وغزو أفكار الشباب بمفاهيم ومعتقدات لا تمت لمجتمعهم بصلة.
وبدوره أكد د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب أن مدينة الضمير من المدن الهامة في الريف السوري، وقد تعرضت للكثير من الإرهاب، ما يدفعنا للاهتمام أكثر بثقافة أبنائها، وإنشاء مكتبة فيها يعني أننا نسعى إلى تفعيل الثقافة والفنون بين أبنائها والاهتمام بشؤون المواطن من خلال فعاليات دورية تكون هادفة وتطرح العناوين التي تهم المواطن في المجالات كافة، وبالطبع سيكون السكان شركاء في هذه المشاريع النهضوية والتنويرية، لأنه هو وحده القادر على إعادة بناء البشر قبل بناء الحجر.
وأضاف: إن من الجدير ذكره أن الشعب في مدينة الضمير يتميز بوعيه وثقافته، ولكنه في الآن نفسه هو بأمس الحاجة لنكون إلى جانبه ندعمه ونقف إلى جانبه، ومن الأهمية بمكان أن نسعى نحن إليهم ولا ننتظر منهم المبادرة، وذلك بهدف التحفيز على القراءة وعلى الفعل الثقافي بشكل خاص.
وبينت خلود كسر رئيسة بلدية الضمير أن الاهتمام بالكتاب وتأسيس مكتبات في الأرياف تعد مشروعا رائدا لاتحاد الكتاب العرب في سورية، فهو المشروع الأهم الذي يبني شخصية الإنسان، ويغرس بالأبناء الروح الوطنية والقيم الاجتماعية والمبادئ الإنسانية، بما يمنحه الكتاب من عصارة فكرية أنجزها الكتاب والمفكرون على مدى عصور وقرون، فكانت الثمار وحان قطافها.
كما توجه أمية الخطيب رئيس المركز الثقافي بالشكر لاتحاد الكتاب العرب ممثلا برئيسه د. محمد الحوراني على مبادرته ضمن الفعالية الثقافية التي حملت عنوان” يوم الشباب الثقافي السوري الأول” وأكد بدوره على سعيهم الحثيث لاستقطاب القدرات الإبداعية والابتكارية للشباب، مستقبل الأمة، والعمل على زجهم ضمن عملية التنمية المستدامة للحالة الثقافية.
وقدم الشاعر كمال العسلي واحدة من قصائده بين فيها أهمية الكتاب والمثابرة على القراءة:
أنت الذي درس الكتاب محبة شرب العلوم مذ كلا حلقاتها
فالعلم من نعم الإله لأنفس ملأ الجمال قلوبها ورئاتها
قلمي صداها، والكتاب معطر والحرف يرقص فيه من كلماتها.
وقد شارك فريق مئة كاتب وكاتب بفقرات فنية تضمنت العزف والغناء وبعض المقاطع التمثيلية التي تبين أهمية الكتاب ودوره في تنمية مهارات الإنسان ومعارفه، ويسعى الفريق للمشاركة الدائمة بأنشطة اتحاد الكتاب، فمواهبهم تتنوع بين كتابة القصة والشعر والموسيقا والغناء، ويشكلون تظاهرة شبابية ثقافية بامتياز.
واختتم الاحتفال بتكريم المدرس المتقاعد محمد عيسى القاضي الذي أفنى حياته في التعليم، فكانت مهنته التي استثمرها في توعية الجيل وتحريضهم على تمثل الثقافة وصحبة الكتاب، وقد تحدث عن تجربته وعلاقته بتلامذته وكيف كان يطلب إليهم توثيق أجمل قراءاتهم ليتشكل لديهم مخزون لغوي يستطيعون من خلاله التقدم في دراستهم وإتقان لغتهم.