تتميز بعض جماهيرنا بسرعة الانفعال أو بنوع من التسرع، فليس من المعقول أن تحكم على فريقك المفضل من أول مباراة ،وتسارع بالمطالبة بتغيير تشكيلة اللاعبين أو المدرب أو حتى الإدارة !! ومن النادر، أن يبدأ نادٍ ما انتصاراته بشكل دائم ويستمر فيها حتى النهاية، الأندية تتعثر وتنهض، وهذه الثقافة، نعني ثقافة التسرع، لدى الجماهير الكروية عامة، وليست عندنا فحسب!!.
تتنوع أهداف الأندية ورؤية إداراتها وطواقمها الفنية وحتى لاعبيها للدوري، بعض الفرق يسعى إلى التتويج ويضعه نصب عينيه، بينما يدخل البعض الآخر الفرق وطموحه لا يتعدى البقاء ضمن الأضواء، ومعظم الفرق تسعى خلال الدوري إلى التقدم خطوة للأمام والتطور وتعتبر كل دوري مرحلة دراسية يتم النجاح فيها والانتقال إلى المرحلة التي بعدها.
الجماهير أو معظمها لا تتفهم رؤية الأندية وإداراتها وأهدافها من الدوري، مع أن مساندة الجمهور للنادي في السراء والضراء له الدور الأكبر في استقراره ومن ثم تطوره وتقدمه، فأنت عندما تشجع فريقك وقت الانتصارات فقط، وتتخلى عنه في الخسارة تسبب زعزعة استقرار الفريق وارتباكه، ولنأخذ نادي الأرسنال الانكليزي أنموذجاً، فهو يتخبط منذ سنوات طويلة وجمهوره يسانده بكل قوة ويؤازره ويشجعه!!.
محلياً لدينا أمثلة عن أندية الكرامة والفتوة وجبلة وغيرها، وهذه الأندية مرت بفترات صعبة جداً وتخبط إداري وفني وتعرضت لعقوبات، وأخفق اثنان منها في استعادة أمجاد الماضي وهما جبلة والفتوة، ومع ذلك بقي الجمهور مهتماً ملتفاً حولها يشاطر إداراتها المتعاقبة القلق على المستقبل ويبحث عن الحلول بشكل دائم، ماعدا بعض الذين يتمتعون بثقافة النزق واللوم والتسرع.
نحتاج في النهاية إلى ثقافة الدعم والتشجيع المتواصل والدائم، فأنديتنا مثل منتخبنا تمر بظروف صعبة شأن كل القطاعات الأخرى وتحاول النجاة قدر الإمكان.
ما بين السطور – سومرحنيش