الثورة أون لاين – دينا الحمد:
ليس أمام الكيان الإسرائيلي لتحقيق أوهامه الصهيونية وأطماعه إلا المضي بإرهاب المنطقة والعدوان على شعوبها، لأن هذه السياسات العدوانية تنسجم مع طبيعته الشاذة الناتجة أساساً من طبيعة قيام هذا الكيان الذي ولد قسرياً وبمساعدة القوى الاستعمارية وجبروتها وقوتها وسطوتها على المؤسسات الدولية.
من هنا يكرر هذا الكيان عدوانه على سورية بين الفينة والأخرى، وآخرها العدوان الغادر فجر الجمعة على مواقعنا في محيط دمشق، والذي تصدت دفاعاتنا الجوية في جيشنا العربي السوري لصواريخه الخائبة وأسقطت معظمها، كما هو الحال في معظم الاعتداءات الماضية التي حصد الكيان الغاصب من ورائها الخيبة والفشل، وعاد بخفي حنين.
ويأتي هذا العدوان الغادر بتشجيع أميركي وغربي وتستر عليه، ولذلك رأينا مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة -كالعادة- وهما يقفان صامتين أمامه، ولا يضطلع أياً منهما بمسؤولياته، على الأقل احتراماً لميثاق المنظمة الدولية ولمبادئ المجلس واحتراماً لدوره في حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولم نرهما يدينانه أو يطالبان بوقف مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ولا حتى اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرارها.
اليوم وعلى مرأى المجتمع الدولي يستمر هذا الكيان السرطاني بسياسات الإرهاب والعدوان العسكري المباشر ضد سورية، ويمعن بانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة في سورية متمماً سلسلة انتهاكاته وجرائمه بحق الدولة السورية وشعبها، ومستكملاً تقديمه مع منظومة العدوان على سورية كل أشكال الدعم لشراذم الإرهابيين المتطرفين والمرتزقة الانفصاليين وبقية الأدوات الرخيصة، وكذلك عرقلة الحل السياسي للأزمة في سورية، ومن هنا فإن على القوى العالمية الملتزمة بالقوانين الدولية ومبادئ الشرعية أن تبادر فوراً إلى الضغط على المنظمة الدولية لإلزام هذا الكيان الإرهابي باحترام قرارات الأمم المتحدة جميعها ومساءلته عن إرهابه وجرائمه التي يرتكبها بحق شعوب المنطقة برمتها.
وهنا لا بد من التذكير بأن الكيان الإسرائيلي الغاصب يرمي من وراء عدوانه اليوم تقديم جرعة إضافية من الدعم لتنظيمات الإرهاب المنهارة من جهة، وإعادة إنتاج بعضها مثل داعش المتطرف من ناحية أخرى، ففي كل مرة كان يتقدم فيها الجيش العربي السوري ويحرر أراضيه من الإرهابيين كانت إسرائيل وأميركا تشنان في أعقاب ذلك مباشرة العدوان العسكري على سورية، كي تعوضان ما خسرتاه، وهو ما نشاهده اليوم في الجنوب السوري حيث يستنفر هذا الكيان بعد رؤيته الدولة السورية وهي تعيد سيطرتها على أراضيها هناك، فضلاً عن تحقيق انتصارات وهمية بعد فشل سياسات منظومة العدوان في حصار السوريين واحتلال أرضهم، دون أن يدرك المعتدون أن إرهابهم لن يثني السوريين عن تحقيق أهدافهم بالقضاء على الإرهاب وتحرير أرضهم من الغزاة والمرتزقة وإعادة إعمار بلدهم.
