أساطير من هذا الزمان

 

بات من الطبيعي، وربما من واجبنا جميعاً، أن نكتب من حين لآخر إبداعاً مسرحياً أو سينمائياً أو روائياً نتحدث من خلاله عمّا أنجزه الجيش العربي السوري خلال سنين الحرب الإرهابية القاسية على سورية.

فتلك الحرب الظالمة تحمل في تفاصيلها حكايات وحكايات، ربما لا يستطيع سوى السوريون تجسيدها لأنهم وحدهم من عاشوا وصبروا وصمدوا وانتصروا وحققوا المعجزات فيها.

كثيرة هي الأفلام السينمائية التي تحدثت عن الحرب، وإن اختلفت سويتها، ولكنها جسّدت الواقع المرير الذي عاشه السوريون بحربهم ضد الإرهاب والتطرف اللعين وكان آخرها الفيلم السينمائي رحلة 17 الذي أطلقته وزارة الثقافة – المؤسسة العامة للسينما منذ أيام بعرض خاص.

لاشك في أن الفيلم رحلة 17 الذي صوّر أحداثاً حقيقية جرت بدايات عام ٢٠١٣ ضمن كتيبة تابعة لقيادة الفرقة 17 والحصار الخانق الذي فرضه انتشار الإرهابيين في محافظة الرقة، يحمل في طياته الكثير من التفاصيل المشبعة بالإنسانية والبطولات والدراسة، ابتداء من السيناريو إلى الإخراج إلى أماكن التصوير والأداء الحرفي للممثلين الشباب.

ستة أيام بلياليها استطاع المخرج علي الماغوط ومن معه أن يجعلنا نتابع تحفة سينمائية تحمل مشاهد معارك ومواقف جميلة وإنسانية استحوذت على وعينا، وجرفتنا إلى تيار من العواطف والمفاجآت لتحملنا إلى فضاء هؤلاء الأشاوس الذين عاشوا تفاصيل الحرب بحلوها ومرها، صمدوا واحتضنوا بعضهم بحب، تقاسموا الأيام المريرة بدفء المشاعر ونبض القلب، حيث تجلّى فيها الأمل بمواجهة الألم، لنشعر بأننا في حضرة أساطير من هذا الزمان .

نعم.. وزارة الثقافة دأبت على تصوير مثل هذه الأفلام التي ترتقي إلى مستوى الوثيقة بل هي وثيقة في حد ذاتها لأنها تجسد الواقع الحقيقي وتمسك بنبض الحياة والتاريخ إيماناً منها بأن رسالة الفيلم الوثائقي الحقيقية راسخة في العقل والروح، وهي خارج إطار الأفلام التجارية التي تعرض للاستهلاك الجماهيري، بل هي تساعد الإنسان على رؤية الواقع بمشاكله وأزماته وتناقضاته بشكل واقعي وحقيقي، وتلعب دوراً في تعزيز وتصميم الإنسان على تغييره.

من هنا يمكن القول: إن فيلم الرحلة 17 إبداع سوري، إنساني، شاعري، أبطاله هم جنود سوريون حفروا انتصاراتهم في ذاكرة التاريخ، وسيبقون خالدين في ذاكرتنا ووجداننا فهم من اختاروا العطاء عنواناً لحياتهم فكانوا بحق أساطير من هذا الزمان.

رؤية -عمار النعمة

 

آخر الأخبار
العمل مستمر لإصلاح الأعطال الكهربائية في مصياف البسطات في منطقة الريجي باللاذقية تعوق حركة المرور تأهيل وتجميل جسر الحرية بدمشق مستمر حلب.. حملة لإزالة آثار النظام البائد من شعارات ورسومات "أكساد" شريك رئيس في معرض سوريا الدولي الثالث "آغرو سيريا" "كهرباء اللاذقية".. تركيب محولة في الحفة وإصلاح الأعطال في المدينة خدمات صحية متكاملة في صافيتا جهود مستمرة لتأمين الكهرباء في جبلة مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق