الثورة أون لاين – لميس علي:
كل شيء قابل للطحن في عجلة وسائل التواصل الحديثة..
تخلط ولا تميّز بين العام والخاص وشديد الخصوصية، السمة التي تم نقلها إلى وسائل الإعلام المرئية التقليدية.. ولهذا أصبحنا نشاهد برامج تسير على هدي الاحتفال بكل ما هو خاص وكما لو أنها ميزة تُكتسب على أثير الشاشات الصغيرة.
الخصوصية، سلعة تُستثمر في عالم ميديا اليوم.. والغوص في تفاصيل حياة بعض الفنانين بات صيداً أكثر من ناجح ويحقق نسب تريندينغ أكثر من مرتفعة..
لأنه أصبح موضة الإعلام حالياً، و مقياس سرعة الانتشار لا أكثر التي يخلط البعض بينها وبين معنى النجاح أو بينها وبين ما يحقق “القيمة”.
بُثت مؤخراً حلقة برنامج (بصراحة مع mbc) التي كانت بين الممثلة أمل عرفة وطليقها الممثل عبد المنعم عمايري.. لتُثير بعضاً من التساؤلات: فما الذي يعنينا كمشاهدين من الاستماع إلى تفاصيل حياة كل منهما بعد طلاق أو حتى قبله، وتأثيره على كل منهما..؟
والأكثر أهمية هل فعلاً يتم تقديم هذه النوعية البرامجية وفق معيار الصدق والشفافية أمام المتلقي..؟
ألا تحتمل شيئاً من المراوغة أمام الذات، والآخر، وجمهور المتلقين.. وكما لو أنها لعبة إضافية في اختبار أدوات المهارة التمثيلية لا غير..؟
لعل الحلقة بين الثنائي (عرفة، عمايري) اشتملت على رغبة عالية بالتوازن بين الظاهر والمخفي.. ولو تخلّلها شيء من محاولة إظهار بعض نثريات الأمور خلافاً لبريستيج الحضور بصورة ملائمة، كما عادة البرامج التي تُعنى بشؤون الفنانين.. لتكون اللعبة في “بصراحة مع” هي محاولة قلب الصورة السائدة والنمطية، والظهور بمظهر عالي الشفافية والصراحة.. فلا بأس من “فلش” بعض تفاصيل الأمور الخاصة.
وبحدود مقاييس الحفاظ على جمالية الصورة (شكلاً ومضموناً)، استطاع البرنامج تقديم صورة الثنائي التي تعبّر عن الكائن حالياً بينهما، أكثر بكثير مما كان بينهما..
وكأنها هي الغاية من عموم اللقاء.. أي ترسيخ صورة محددة في ذهن المتفرج.
مهما اشتملت الحلقة على نوع من رفع عيار الصراحة، ولا سيما حين سأل كل من الطرفين الآخر “بأي شيء أصبحت أكثر راحة بعدما انفصلنا”، حيث بدت لعبة شد الحبل على أشدها، وكأن حقيقة السؤال هي: من منا الأكثر قدرة على ارتداء لبوس الصراحة وكأن شيئاً لا يهمني..
مهما اشتملت الحلقة على ذلك، بقيت عند حدود السؤال السابق بين الطرفين وكأننا نشهد تسابقاً على تسجيل نقاط في مباراة بينهما.
مع كل ذلك تبقى نظرات “عرفة”، التي نجحت الكاميرا بالتقاطها، إلى “عمايري” أكثر صدقاً من كل الأسئلة والحوار الذي دار بين الاثنين.