تجري انتخابات الصحفيين في فترة شديدة الدقة والصعوبة ، وسط مخاطر سياسية واقتصادية متداخلة تقتضي خيارات صعبة تتناسب وحجم ومعنى التحديات التي تواجه بلدنا كلّه بعامة والعاملين في حقل الإعلام بخاصة ، فقد بدأ صحفيونا خطوة مهمة جداً كمقدمة للدورة الانتخابية السابعة تمثلت في حجم المشاركة والحشد والنشاط لهذه الانتخابات، فما بدا في وحدات دمشق الانتخابية انتقل إلى وحدات المحافظات في حالة تنافسية غير مسبوقة.
وبالنظر إلى الشخصيات الداخلة في سباق الانتخابات يحكمهم عامل موحد مشترك يتمثل في الاستعداد للتضحية لتقديم الخدمة لزملاء المهنة في ظل ظروف شديدة الصعوبة ، لا تقتصر على انخفاض الدخل وتراجع مستوى المعيشة لهم ، إنما يضاف إليها تلك الحرب القذرة المصنعة في الأقبية والغرف المظلمة التي تطالعنا بروايات وحكايات تقدم زوراً باسم الإعلام والصحافة ، لكنها حرب نفسية وفكرية ترافق الحرب العسكرية والاقتصادية بأذرع إرهابية معولمة.
لقد باشر الصحفيون منافساتهم الشريفة وهم يتسابقون لتقديم رؤاهم ومشاريعهم للمرحلة المقبلة بعد سنوات من التراجع الكبير في مستوى المشاركة وتراجع معدلات المبادرة وضبابية الرؤية التي حدّت من دور اتحاد الصحفيين في الفترة الماضية ، في الوقت الذي يتعاظم ويتزايد دور النقابات الصحفية في جميع دول العالم ، فنراهم يوصفون الحالة ويحددون أسبابها ويضعون تصوراتهم لقادمات الأيام غير مطالب محددة وبرامج تنفيذية توازي بين متطلبات المهنة والالتزام الوظيفي، وهنا مكمن العقدة المتوارثة.
وفي الخطط المستقبلية يقف تعديل قانون الإعلام في مقدّمة المطالب ليليه ويتزامن معه قانون اتحاد الصحفيين وربما إعادة الألق لنقابة الصحفيين وتحديد طبيعة ومحددات العلاقة مع الحكومة ووزارة الإعلام ومدى الاستجابة لإعلام وطني يكون إعلام دولة لا إعلام حكومة ، فيغدو المعبر عن واقع وهموم الشعب ويعكس تطلعاتهم عبر مطالب واعية ومنتمية ، وهنا يكون الربح والمكسب الحقيقيين.
إنها أيام وأسابيع قليلة تفصلنا عن الوصول إلى قيادة نقابية جديدة للصحفيين ينظر إليها كخشبة خلاص لواقع فئة صغيرة من الصحفيين قليلي العدد كبيري التأثير والفاعلية.
معاً على الطريق- مصطفى المقداد