الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
نعت نقابة الفنانين الفنان القدير فاروق الجمعات الذي توفي مساء أمس عن عمر ثلاثة وستين عاماً، والراحل من مواليد محافظة درعا (1958) خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، عمل في المسرح القومي وشارك في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية، وله مساهمات ضمن إطار التأليف والشعر، وعُرِف بنبل وسمو أخلاقه ومحبة زملائه له.
رحل بعد سنوات من العطاء رسخ خلالها مكانته الفنية والإنسانية في قلوب محبيه، حيث شارك في أعمال تركت بصمتها الراسخة، وبرز بشكل خاص في العديد من المسلسلات البدوية والتاريخية ولكنه لم يتقوقع ضمن إطارها وإنما جسد مختلف الأدوار، وحُفرت له في الذاكرة العديد من الأعمال، ومن الشخصيات التي قدمها من السنوات الأخيرة شخصية قائد الجيوش مارك في مسلسل (فتح الأندلس) وشخصية الشيخ خلاف في (حارس الجبل) ودور العقيد حامد في مسلسل (حارس القدس) وهواش في (صقار)، ومن الأعمال الدرامية التي شارك فيها منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى فترة قريبة، نذكر: (البركان، الشريدة، الدخيلة، نهاية رجل شجاع، الجوارح، الزير سالم، الفوراس، القلاع، خيط الدم، تل اللوز ، نهارات الدفلي ، سيف بن ذي يزن، خط النهاية، عمر الخيام، تمر حنة، حمام القيشاني، خالد بن الوليد، صراع الأشاوس، الشتات، أنشودة المطر، وصمة عار ، قمر بني هاشم، لورانس العرب، أوركيديا ، سنة أولى زواج ، الطواريد ، العراب، بواب الريح، المفتاح، في حضرة الغياب، رائحة الروح..) إضافة إلى مسلسلات في مصر (اسمهان) عام 2008، (فرقة ناجي عطالله) عام 2012، وعن مشاركاته في السينما نذكر فيلم (دمشق حلب) إخراج باسل الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
فور انتشار خبر الوفاة سارع العديد من الفنانين زملاء الراحل إلى نعيه ورثائه حيث عبّر الفنان أيمن زيدان على صفحته في الفيسبوك عن مرارة ألم الرحيل (كم أوجعني رحيلك)، في حين كشفت الفنانة تماضر غانم إلى أنه هاتفها منذ أسبوع وأخبرها عن وضعه الصحي وأن هناك عملاً جراحياً سيقوم بإجرائه، كما رثاه الفنان والمخرج مظهر الحكيم معدداً مناقبه فهو الشهم ذو الجذور الأصيلة والملتزم والصديق الوفي (رحل من كان وفياً لفنه وأصدقائه، رحل من رافقني رحلتي في أعمالي)، أما الفنان أكرم الحلبي فأفصح عن عمق حزنه ووصفه بالطيب والنبيل والمحب والصادق والصديق الصدوق (الحياة لا تُستحق إلا لأمثالك)، وأشار الفنان فراس ابراهيم إلى عمق الفاجعة وأبدت الفنانة سحر فوزي حزنها على رحيل أخ وصديق الجميع ذو القلب النقي والطيب.
ربما يكون للموت سطوة ولكن عندما يطول المبدعين تكون السطوة والخلود لما سطرّوه من إبداعات يصعب على الزمن النيل منها فهي راسخة في عقول وقلوب كل منا، فإن غاب المبدع جسداً حضر إرثاً فنياً وإنسانياً، وسيبقى ما تركه الفنان الراحل فاروق الجمعات من أعمال قصة تشهد على حياة كاملة عاشتها بألمها وفرحها وتعبها.. ليكن ذكره مؤبداً.