لا شك بأن ما قام به الجيش العربي السوري مؤخراً في درعا البلد، حيث استطاع بأقل الكلف الممكنة (المادية والبشرية) أن ينظف هذه المنطقة الحساسة والإستراتيجية في خاصرة سورية الجنوبية من بقايا الكيانات الإرهابية المتنوعة التي عاثت فساداً وعمالة وإجراماً وتخريباً لأكثر من عشر سنوات من عمر الحرب على سورية، هو إنجاز متقدم في سياق الحرب على الإرهاب وفي سياق استعادة الأمن والاستقرار لأهلنا في عموم هذه المحافظة الخيرة المعطاءة.
ويقيناً كان لهذا الانجاز الدور الأكبر في استكمال وتسريع تنفيذ مشروع الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان الشقيق الذي يعيش ظروفاً بالغة الصعوبة نتيجة الحصار والعقوبات الغربية، بالإضافة إلى أن تعافي واستقرار الجنوب السوري سيكون له منعكسات إيجابية على الوضع في سورية عموماً، بحيث يتم تأمين هذا الشريان التجاري المهم بين سورية والدول العربية وزيادة المبادلات السلعية بما يعود بالخير والفائدة والازدهار على السوريين وأشقائهم العرب.
الانجاز الذي تحقق في درعا البلد يفتح الأفق ويوسع الأمل أمام إنجاز مماثل في محافظة إدلب (المختطفة) وفي الجزيرة السورية المحتلة من قبل الجيش الأميركي وعملائه، حيث بقايا التنظيمات الإرهابية الأشد تطرفاً والميليشيات الانفصالية العميلة والأطماع التركية المحدقة، وقد تكون النهاية أسهل وأسرع مما يتوقع البعض، قياساً بالخسائر والاحباطات الأميركية والغربية بعد الخروج – الفضيحة من أفغانستان، وما يرفع من منسوب التفاؤل هو ثبات سورية على مواقفها الاستراتيجية المعلنة منذ بدء العدوان عليها رغم تغير الظروف وقسوتها وتتالي انتصاراتها المشرفة في الحرب على الإرهاب.
فالإرهاب الذي ابتليت به سورية على مدى السنوات الماضية كان برعاية وتحريض ودعم أميركي وغربي وإقليمي، ولا شك بأنه سيسقط ويتلاشى ويندحر مع كل إخفاق أميركي في سورية وفي المنطقة، والسوريون كفيلون بأن يلقنوا المحتل وعملائه ومرتزقته الدرس المناسب وهم قادرون على ذلك، لأن ما قدموه من بطولات وتضحيات وما أظهروه من صمود ومقاومة وما حققوه من انتصارات وإنجازات يرسم صورة واضحة لغد مشرق لا وجود فيه لمحتل غاصب أو عميل وإرهابي مرتزق.
البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود