القرار الصائب .. الغائب

يُحكى عن أحد المسؤولين القصة التالية التي حدثت معه وتعلّم منها أهمية اتخاذ القرار في الوقت المناسب : عندما كان شاباً ذهب مع عمته لتفصيل زوج من الأحذية ، سأله صانع الأحذية، كيف تريد مقدّمة الحذاء، مستديرة أم مربعة؟ لكنه لم يتخذ القرار فقال له صانع الأحذية : تعال بعد يوم أو يومين وأخبرني بما قررت ، لكنه لم يعد . شاهده صانع الأحذية صدفة بالشارع وسأله مرة أخرى عن قراره، فقال الشاب قبل أن يصبح مسؤولاً لم أقرر بعد ، رد عليه صانع الأحذية: سيكون الحذاء جاهزاً غداً . وعندما ذهب الشاب ( مشروع المسؤول ) لاستلام الحذاء اكتشف أن أحدهما كان بمقدمة مستديرة والآخر كان بمقدمة مربعة ، وهناعلق على الموقف : علمتني درساً، إذا لم تتخذ قراراتك بنفسك فسوف يتخذها لك شخص آخر . هذه القصة البسيطة تدلل على أهمية توقيت القرار ، كما أنها تفتح المجال لنقاش حول الفرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار .

الكثير منّا قد يقع في حيرة كبيرة في اتّخاذ القرارات لتشابك الطرق الكثيرة التي تواجه صاحب القرار ولا سيما الواسطات والمحسوبيات والولاءات الشخصية ، لكن يبقى اتخاذ القرار وحلّ المشكلات من المهارات الأساسية التي ينبغي على أي مسؤول التمتع بها ، لكن ثمة إشكاليات وتحديات تواجه صدور قرارات في الوقت المناسب منها الخلط بين عمليتي صنع القرار واتخاذ القرار وخاصة عندما يتعلق الأمر بالاستجابة للمتغيرات الطارئة والمفاجئة. وأصل الإشكالية هنا عدم التكامل والتوافق بين طرفي من يصنع القرار ويوفر المعطيات والأسباب الموجبة وبين من يتخذ القرار ويصدره .

ومن الإشكاليات أيضاً التردد طويلاً في اتخاذ القرارات يعني المماطلة في الأمور التي تحتاج إلى الحسم بأسرع وقت ، و هذا يشكّل على الأداء ومناخ العمل ، الأمر الذي يفرز إشكالية أخرى هي الفارق بين القرارات السليمة التي تكون مبنية على المبادئ وغيرها من القرارات الأخرى المبنية على المزاج والمحسوبيات والولاءات الشخصية .

وللأسف أن المزاج كثيراً ما ينتصر ويتمرد على قرارات المبادىء والضرورات الملحة ، ولذلك نلاحظ أحياناً أن بعض الأشخاص عاجزون عن اتخاذ القرارات ويسعون دائماً إلى تحميل الآخرين مسؤولية ما يحدث من آثار وتداعيات ذلك .

وكي لا نقع في فخ التعميم والتنظير ثمة أمثلة كثيرة عن مديري دوائر ومؤسسات مستمرون رغم توفر الأسباب الموجبة لإعفائهم ورغم مرور زمن طويل على اقتراح إعفائهم من قبل صناع القرار لكن كلّ ذلك يصطدم بالإشكاليات التي تحدثنا عنها وفي مقدمتها من يتخذ القرار ويصدره سواء كان وزيراً أو مديراً عاماً أو أي مسؤول يمتلك صلاحية هذه المماطلة عندما يتأخر ويماطل نتيجة الولاء الشخصي على حساب المصلحة العامة وهذا ما يجعل القرار الصائب أحياناً غالباً.

الكنز- يونس خلف

آخر الأخبار
"الدالاتي" ينفي مشاركته بأي محادثات تفاوضية مباشرة مع مسؤولين إسرائيليين نسمات من عبق الأدب والانتصار  على مسرح دار الأوبرا  "بيلدكس 2025": إشارات اقتصادية لمرحلة ما بعد العقوبات عبد الحنان : منصة دولية للتعاون الاقتصادي  المواطنة.. قضية فكريّة لجنة لإعادة عمال التجارة الداخلية المنقطعين بسبب ممارسات النظام البائد  ملف التأمين على طاولة " المالية " الشيباني يبحث مع تويتسكه سبل التعاون بين سوريا وألمانيا المعرفة العلميّة... أداة دفاعيّة! الرئيس الشرع من قلعة حلب: من هذه المدينة بدأ النصر ومنها نبدأ معركة البناء وزير الداخلية يبحث مع بيدرسن تعزيز التعاون الإنساني في سوريا "التعليم العالي": 206 معاهد تقانية وتقييم المناهج لمدارس التمريض رويترز: محادثات أمنية مباشرة بين سوريا وإسرائيل لمنع التصعيد الحدودي الرئيس الشرع في قلعة حلب: "حلب مفتاح النصر" محطة مفصلية في مسار سوريا الجديدة حي في "دف الشوك" بلا حاويات قمامة.. واستجابة من مديرية النظافة إزالة التعديات على شبكة المياه في البارك الشرقي بدمشق رؤى تطويرية لرفع كفاءة الكوادر في وزارة الأشغال شراكاتٌ دولية ومباحثات بين الأمم المتحدة وسوريا للنهوض بالتعليم "الأوروبي": تمويل إضافي للمساعدات الإنسانية لسوريا بعد توقف خمس سنوات.. استئناف نقل الحبوب بالخطوط الحديدية "صناعة حلب": مستوردات رديئة تزاحم صناعة الألبسة الوطنية في