على عكس ما تدعي واشنطن من أنها تريد تحقيق الأمن المزعوم في الجزيرة السورية فإنها تمعن في سياسات اللصوصية ونشر الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان بحق أهلنا هناك، فتواصل قواتها الغازية لأراضينا سرقة نفطنا بشكل شبه يومي، وبالأمس فقط أخرجت دفعة جديدة من النفط المسروق من الجزيرة إلى قواعدها في شمال العراق، وتواصل دعم أدواتها الإرهابية والانفصالية مثل “قسد وداعش” وتشجعها على ارتكاب الجرائم ونشر الفوضى الهدامة التي تحقق لها أجنداتها الاستعمارية.
ورغم سرقاتها الموصوفة لثروات السوريين، وارتكابها لجرائم الحرب بحقهم فإن إدارتها برئاسة جو بايدن مازالت تزعم أنها جاءت لتحقيق الحرية والرفاه لهم، ومازالت تتحدث عن نشر الديمقراطية المزعومة وعن حقوق المهجرين، مع أن قواتها الغازية هي التي هجرتهم وقتلت أبناءهم ودمرت مدنهم وقراهم ومزارعهم، وهي التي توعز يومياً لأدواتها من المرتزقة والمتطرفين لقطع المياه عنهم ومحاولة تجويعهم وتعطيشهم لدفعهم للنزوح وتحقيق التغيير الديمغرافي الذي يخدم المخططات الغربية والصهيونية وأوهام الانفصاليين.
ومثل هذا التوصيف الذي نطلقه على أميركا ليس غريباً عن طبيعتها الاستعمارية، فهي من ينشر الإرهاب في طول العالم وعرضه، تحت مسمّى الديمقراطيّة والحريات والدفاع عن حقوق الإنسان، وما جرى في سورية وليبيا والعراق وأفغانستان يشهد على ذلك، وهي من يغزو الدول والشعوب تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، التي كانت حصيلتها وحصيلة الحروب المرافقة لحملة محاربة الإرهاب المزعومة -كما توثق الصحافة الأميركية نفسها- مقتل أكثر من مليون شخص على مستوى العالم، بل وتجاوزت تكلفتها أكثر من ثمانية تريليونات دولار، وذلك منذ أن بدأت لعبة الحرب على الإرهاب وفزاعتها قبل عقدين من الزمن.
والمفارقة الصارخة أن أميركا وهي ترتكب الجرائم بحق السوريين فإنها مازالت تتاجر بآلامهم ومأساتهم مستخدمة شتى أشكال التضليل السياسي والإعلامي لإقناع الرأي العام العالمي بأنها حريصة على حياتهم وحقوقهم، متجاهلة كل ما قامت به من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحقهم، وما جرته من ويلات سببت لهم الكوارث، وما نشرته من إرهاب وقتل ودمار وتهجير ومعاناة اقتصادية وإنسانية لهم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة