كثير من الأخذ والرد حدث حول موضوع ترديد تلاميذ مدرسة للتعليم الأساسي بدمشق أغنية هابطة أثناء الدوام المدرسي، تتضمن ألفاظاً غير أخلاقية تناقض القيم الاجتماعية والوطنية والتربوية بشكل عام، كان انتشارها لافتاً منذ فترة في مختلف الأماكن من المنزل والحدائق والشوارع ووسائل النقل، ووسائل إعلام مرئية ومسموعة عدة كما بقية أغان أخرى مشابهة.
المفارقة في الأمر أن كثيرين ومنهم الأسر ومعلمون ومدرسون وجدوا التصرف عادياً لايستحق ما أثير حوله من ردود أفعال وآراء ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر عما تحمله كلمات الأغنية من ألفاظ ومعانٍ تؤثر سلباً في الطفل أو التلميذ وذائقته الفنية في مرحلة عمرية معينة تعد غاية في الأهمية في تشكيل وعي التلميذ وتربيته.
التربية وهي الجهة المعنية اعتبرت الأمر خطيراً، لكونه يعدّ ضمن ما يعرف تربوياً بالمنهاج الخفي الذي يتأثر به التلميذ خارج حدود المدرسة، ومن خلال بعض وسائل الإعلام، وينعكس سلبياً على تشكيل منظومة القيم الوطنية والاجتماعية لديه، وتفقدت المدرسة وخاطبت جهات أخرى للتعاون في هذا الأمر والترويج لأغان هادفة ومحببة للأطفال تحمل في طياتها قيماً تربوية وأخلاقية.
ولطالما اعتبرت المدرسة هي البيت الثاني للتلميذ، فإن جميع كوادرها مطالبون بالقيام بأدوارهم ليس التعليمية فقط ، بل أيضاً التربوية التي تزداد أهميتها في تنشئة جيل متسلح بالعلم والأخلاق والقيم التربوية والاجتماعية والوطنية، وخاصة الفترة الحالية، وبعد سنوات عدة من الأزمة والحرب على سورية.
وما يدعو للتساؤل هو لماذا غياب دور الإذاعة المدرسية المهم، والتي طالما كان لها حضورها في كل أيام العام الدراسي من حيث بث الأغاني الوطنية والهادفة والحماسية، ومنها التي ترسخ حب الوطن والانتماء إليه وتبث الوعي وتعزز كثيراً من القيم والمثل الأخلاقية.
كما أن دور المدرسة بشأن هذا الموضوع لايقل أهمية عن دور الأسرة، وهي النواة الأساسية في تربية الطفل، إضافة لضرورة تفعيل أدوار المنظمات والجهات الأخرى من طلائع وشبيبة وغيرها، والتعاون في أمر مهم للغاية، وفي ظروف تستدعي تعاون الجميع في بناء جيل واع وسليم بعيد عن أي منهاج خفي داخل المدرسة أو خارجها، بالتوازي مع تحقيق أهداف العملية التعليمية.
حديث الناس – مريم إبراهيم