القمة التي جمعت الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين في موسكو تشكل قمة مفصلية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة عموماً وسورية على وجه الخصوص، حيث تدل على الإرادة المشتركة في تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين على كافة الصعد ولاسيما في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب، وكذلك في الشأن الاقتصادي والتجاري والصحي ما يعني أن هذه القمة تحمل رسائل كثيرة للعالم أجمع ولاسيما لمنظومة العدوان على سورية التي ماتزال تدعم الإرهاب وتحتل جزءاً من الأراضي السورية.
الرسائل التي يمكن قراءتها من قمة الرئيسين الأسد بوتين كثيرة من هذه الرسائل أن مصدر الشرعية هي الانتخابات وصناديق الاقتراع وأن الشعب السوري وضع ثقته بالرئيس بشار الأسد الذي يرى فيه المنقذ من الإرهاب والقادر على اجتثاث هذه الآفة الخطيره وتحرير ماتبقى من الأراضي التي ماتزال تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والاستقرار وإعادة إعمار سورية، وفي هذا السياق قال الرئيس بوتين:سعيد جداً أن أرحب بكم في موسكو مجدداً وأهنئكم بالنتيجة الجيدة جداً للانتخابات الرئاسية.. إن هذه النتائج تدل على أن الناس يثقون بكم بالرغم من جميع صعوبات ومآسي السنوات السابقة وهم يربطون بكم عملية إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية.
أيضاً من الرسائل المهمة التعاون الروسي السوري في مكافحة الإرهاب، وفي ذلك رسالة لمنظومة العدوان بأن أوهامكم في تحقيق أجنداتكم عبر الإرهاب ستبقى مجرد أوهام لأن هناك إرادة وإصراراً سورياً روسياً على اجتثاث الإرهاب وإفشال المخطط التقسيمي لسورية الذي يستند على دعم التنظيمات الإرهابية ونشر الإرهاب، وفي هذا السياق قال الرئيس الأسد أنا سعيد أن نلتقي اليوم في موسكو، وقد مضى على العملية المشتركة لمكافحة الإرهاب الآن نحو ست سنوات حقق خلالها الجيشان العربي السوري والروسي إنجازات كبيرة ليس فقط من خلال تحرير الأراضي أو من خلال إعادة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم وإنما أيضاً من خلال حماية مواطنين أبرياء كثر في هذا العالم لأن الإرهاب لا يعرف حدوداً سياسية ولا يقف عند الحدود السياسية.
الرسالة الأخرى التي أرسلتها القمة للعالم أجمع هي فضح حجم التضليل والنفاق السياسي للدول الاستعمارية الراعية للإرهاب التي تحاول إطالة أمد الأزمة المفتعلة من خلال عرقلة العملية السياسية، حيث أكدت القمة أن هناك دولاً ماتزال تدعم الإرهاب وتحتل جزءاً من الأراضي السورية، وهي من تعرقل الجهود الصادقة التي يبذلها محبو السلام من أجل التوصل إلى توافقات سورية سورية بعيداً عن أي تدخل خارجي، وهو مايسبب المعاناة للشعب السوري رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة السورية من أجل دفع العملية السياسية نحو الأمام والتي مدخلها محاربة الإرهاب والتخلص منه.
استكمال العملية السياسية للوصول إلى توافقات دون تدخل خارجي وتحرير الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية استراتيجية سورية تم التأكيد عليها في قمة الرئيسين الأسد بوتين بالإضافة إلى تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري الذي تضاعف خلال النصف الأول من هذا العام أكثر من ثلاث مرات الأمر الذي يشير إلى أن المرحلة القادمة سوف تشهد إنجازات أمنية واقتصادية وتجارية وتعاوناً كبيراً بين سورية وروسيا يكسر الحصار الجائر الذي تفرضه الولايات المتحدة الأميركية، حيث كانت زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو خطوة مهمة في كسر هذا الحصار إضافة إلى مايحدث في الميدان من تحرير أجزاء واسعة من الأراضي السورية واجتثاث الإرهاب في الجنوب وأمور أخرى كثيره لامجال لذكرها الأمر الذي يدفعنا للقول: إن ما بعد قمة الأسد بوتين ليس كما قبلها.
حدث وتعليق – محرز العلي