المتابع لسياسة الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الاستعماري يدرك أن التضليل الإعلامي يشكل أحد الأسلحة التي تستخدم من أجل تنفيذ المخططات العدوانية ضد الدول والشعوب المستهدفة، وذلك عبر فرض قيود وحظر على كل وسائل الإعلام التي تنقل حقيقة مايجري من عمليات عدوانية تقوم بها القوات الأميركية أو أذرعها الإرهابية، وبالتالي نقل الأخبار المفبركة التي تضلل الرأي العام، وتخدم الأجندة الأميركية والغربية، والدلائل على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى في هذا المجال.
من هذه الدلائل على التضليل الإعلامي الأميركي الغربي ومحاولة طمس الحقائق ما قامت به شركة ميتا الاسم الجديد للفيسبوك من حظر مواقع وسائل الإعلام الروسية وحجب المواقع بالكامل، وكذلك فرض الحظر على القنوات الروسية التي تنقل سير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وبالتالي محاولة طمس حقيقة مايجري وإتاحة الفرصة لوسائل الإعلام المأجورة بنقل الأخبار المفبركة التي تخدم سياسة الولايات المتحدة الأميركية التي تشعل الحروب وتنشر الإرهاب والفوضى عبر وكلائها.
السيناريو الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأميركية في الأحداث الجارية في أوكرانيا هو نسخة مطابقة لما استخدمته في عدوانها المباشر وغير المباشر على سورية، حيث فرضت العقوبات على وسائل الإعلام السورية ومنعتها من نقل حقيقة مايجري من أعمال إرهابية عدوانية تقوم بها القوات الأميركية وأذرعها الإرهابية ضد الشعب السوري لتقوم قنوات التضليل التابعة لمنظومة العدوان بفبركة الأخبار الكاذبة، ومسرحيات استخدام الكيماوي خير دليل على هذا التضليل في سورية والآن السيناريو ينتقل الى أوكرانيا في محاولة لرفع معنويات النازيين الأوكرانيين الذين ينفذون المخطط العدواني الأميركي.
الولايات المتحدة الأميركية تحمل القيادة الروسية مسؤولية ما يجري في أوكرانيا، وفي الحقيقة إن ما ما يحدث هناك كان نتيجة السياسة الأميركية التي رفضت الرد على مطالبات الجانب الروسي بضمانات مكتوبة حول عدم توسع الناتو شرقاً وضم أوكرانيا وذلك لضمان أمن روسيا القومي لكن واشنطن وبدلاً من الرد الإيجابي الذي من شأنه حقن الدماء ومنع وقوع الحرب امتنعت عن الرد، وبدأت تنفخ في القربة الأوكرانية المتمثلة بالرئيس الأوكراني لاستفزاز روسيا وذلك بالمزيد من الوعود بالدعم، حيث أدى ذلك إلى اتخاذ القرار الروسي بعملية عسكرية كان لابد منها لوقف هذه الاستفزازات وضمان أمن روسيا.
ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب الاستعماري من فرض عقوبات على وسائل الإعلام الروسية وكل وسائل الإعلام التي تنقل حقيقة ما يجري لن يحقق لهذه الدول العدوانية التي ورطت أوكرانيا بهذه الحرب أجندتها لجهة محاصرة روسيا وطمس الحقائق أو الضغط على روسيا لوقف هذه العملية، فقرار مواصلة العملية العسكرية قد اتخذ ولن يتم التراجع عن مواصلتها حتى تطمئن روسيا على صيانة أمنها القومي، وذلك عبر عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وتجريدها من السلاح الذي يمكن أن تستخدمه ضد الأراضي الروسية بناء على أوامر أسياد قادتها التابعين الذين ينفذون المخططات الغربية العدوانية ضد روسيا وهذا ما أكد عليه قادة روسيا مراراً.
حدث وتعليق- محرز العلي: