من جديد يعود انتشار فيروس كورونا بموجته الرابعة ليكون الحدث الأبرز على الساحة المحلية، حيث أثبتت الوقائع وعدد الإصابات المتزايدة أن تحذيرات وزارة الصحة والفرق الاستشارية المعنية بمواجهة الوباء كانت في مكانها من حيث سرعة انتشار السلالة الجديدة من الفيروس وقوة أعراضها مقارنة بالسلالات السابقة.
وتحدث المعنيون بالشأن الصحي عن تسارع وتيرة انتشار الوباء مع التحذير دوماً من تفشٍّ أوسع له في حال عدم الالتزام والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية والتأكيد على ضرورة تحلي المواطنين بالوعي والمسؤولية والالتزام بالتعليمات الصحية، ومراجعة المشفى فور الشعور بأعراض المرض، وأخذ اللقاح اللازم كونه يخفف من شدة الأعراض.
في المقابل ورغم كل ما ذكر يبدو أن نسبة قليلة من المواطنين اتخذت هذه التحذيرات على محمل الجد، فالتزمت بالإجراءات الوقائية المطلوبة، فيما امتعض الكثيرون من تحذيرات الأطباء واعتبروها ضرباً من المبالغة أو نوعاً من التشاؤم وبث الرعب بينهم، حسب الآراء التي عبروا عنها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى أرض الواقع يظهر الاستهتار واضحاً في اتباع تعليمات الوقاية من الفيروس بأشكال متعددة منها: عدم ارتداء الكمامة أو وضع العملة الورقية في الفم من قبل البعض أو خروج بعض من تبينت إصابتهم بالفيروس إلى الأسواق والاختلاط بالناس ممن كانت الأعراض لديهم خفيفة أو غير واضحة وغير ذلك من أشكال العبث وعدم الشعور بالمسؤولية.
لاشك في أن وعي المواطن والتزامه بالاشتراطات الصحية وأسس السلامة العامة هما الوسيلة الأولى للوقاية ولابد من العمل من قبل كل الجهات المعنية على نشر الوعي بين المواطنين بخطورة الاستهتار في الوقاية من الفيروس، ومحاولة الوصول إلى شتى شرائح المجتمع بالوسائل الممكنة سواء توزيع النشرات التوعوية أو عبر الإعلانات الطرقية أو الملصقات الجدارية، فضلاً عن تشديد الإجراءات الوقائية على المستوى المجتمعي وإلزام الجميع بتنفيذ التعليمات الوقائية الصحية ومحاسبة المخالفين لها ومساءلتهم ممن لا يدركون حجم الضرر الذي يمكن أن يتسببوا به لغيرهم.
حديث الناس -هنادة سمير