في كلّ مرة يقام بها عمل مسرحي جديد يحمل في طياته سيناريو جيد ومخرج ذو باع طويل في الفن نشهد ازدحاماً جماهيرياً يملأ المكان ليجعلنا نعود ونؤكد أننا أبناء المسرح والحياة ..
فمثلاً منذ أيام أسدل الستار عن مسرحية سوبر ماركت، تأليف الكاتب الإيطالي داريو فو وإعداد محمود الجعفوري وإخراج أيمن زيدان بعد أن تمّ تمديد العرض نظراً للإقبال الشديد عليه.
المسرحية قدمت موضوعات اجتماعية مهمة ضمن إطار كوميديا شعبية ناقدة ساخرة وهي ليست المرة الأولى التي يقدم بها زيدان عرضاً متميزاً خلال سنوات الحرب التي شهدت العديد من المسرحيات المهمة والتي لاقت استحساناً كبيراً لدى الجمهور.
بعيداً عن مضمون المسرحية وماذا يعالج رغم أهمية ذلك فنحن نتطرق هنا إلى الحدث المسرحي في سورية وخصوصاً أن ثمة من يشكي ويندب بأن المسرح لاوجود له في هذه الأيام، لنؤكد أن سورية ولاّدة وهي في كل عام وربما كل الشهور تنجب شباباً مفعماً بحب الفن والمسرح والسينما.. وهذا مانراه بحق من خلال ما يقدم.
من هنا يمكن القول: إن الجهود التي تقوم بها مديرية المسارح رغم وجود بعض الصعوبات والمنغصات وضعف الإمكانيات كبيرة إذا ما قارناها مع باقي القطاعات الأخرى، فهي منذ سنوات تسعى لأن يبقى الحراك المسرحي فعالاً نشيطاً حاضراً في كل المحافظات السورية ولاتزال.
مسرحية سوبر ماركت وغيرها من المسرحيات السورية دليل واضح وصريح بأن المسرح لم يأفل أو يموت لاسيما أن ثمة من قلبه وعقله على هذه الخشبة التي خرّجت أجيالاً مازلنا نعيش على تجربتهم.. فنحن من ملكنا مفاتيح العمل المسرحي المُمَنهج، بحبنا وإخلاصنا وإصرارنا على العمل والعطاء وسنستمر لطالما كنا ومازلنا نحمل أشكالاً جديدة للرؤية الفنية.
رؤية -عمارالنعمة