الثورة أون لاين:
الوطن ليس فندقاً ولا مكاناً عابراً، إنه أنت وأنا ونحن جميعاً، ومن يفارق الوطن كيفما كان الفراق، فهو مر، بل أمر من المرارة.
خير الدين الزركلي خير من كتب عن ذلك في رائعته التي ستبقى أيقونة نرددها أبد الدهر، إنه الوطن
العـيـن بـعـد فراقها الوطنا
لا سـاكــناً ألفت ولا سكنـا
ريـانـة بـــالدمـع أقـلقـهــا
ألا تحـس كــرى ولا وسنــا
كـانـت تـرى فـي كـل سـانحـــة
حُـسـنـاً وبـاتت لا ترى حسنـا
يـا مـوطـنـاً عـبـث الزمـان بـه
من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قـد كـان لي بـك عـن سواك غنى
لا كـان لي بـسواك عنـك غنى
مـا كــنـت إلا روضــة أنـفــاً
كـرمــت وطابت مغـرساً وجـنى
عـطـفـوا عـليـك فـأوسـعـوك أذى
وهــم يـســمّـون الأذى مـننا
وجـنـوا عـليـك فـجـردوا قضـبا
مـسـنـونــة وتــقـدموا بقـنا
والقــلب لولا أنَّةــٌ صـعــــدت
أنـكـرتـه وشـكـكـت فيه أنــا
يــا طـائراً غـنـى عـلـى غـصــن
والنيـل يسقي ذلك الغصنــا
زدنـي وهـج مـا شـئت مـن شـجني
إن كـنـت مـثـلي تعرف الشجـن
أذكـرتـنـي مـا لسـت نـاســـيـه
ولرب ذكــرى جــــددت حـزنــا
أذكــرتــنــي بــردى وواديـــه
والطـيـر آحــاداً بـه وثــنى
وأحــبــة أســررت مــن كــلفـي
وهــواي فـيـهم لاعجـا كمنا
كــم ذا أغـالبــه ويـغـلبــنـي
دمــع إذا كـفكـفـته هتنــا
لي ذكــريــات فـــي ربــوعـهــم
هــنّ الحـيـاة تـألقاً وسـنا
إن الغــريــب مــعــذب أبــــداً
إن حــلَّ لم يـنـعـم وإن ظـعـنـا