الثورة أون لاين:
مع تزايد جرائم العنصرية وانتشار مظاهر التمييز والتفرقة على أسس عرقية تتزايد المخاوف في الأوساط الأمريكية على أعلى المستويات من تفاقم مشكلة الإرهاب الداخلي وتحولها إلى أكثر التهديدات إلحاحاً لأمن الولايات المتحدة.
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي كشف أمام مجلس الشيوخ أمس وفق وسائل إعلام أمريكية أن عدد قضايا الإرهاب الداخلي التي يتعامل معها المكتب وصلت إلى أعداد قياسية منذ أوائل عام 2020 مشبهاً الأمر بـ “انفجار” في مكتب الـ FBI وخاصة في الحالات المتعلقة بجرائم العنصرية.
راي أوضح أن عدد قضايا الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة تضاعف منذ ربيع عام 2020 من نحو ألف إلى 2700 تحقيق ما دفع FBI إلى زيادة عدد أفراده لملاحقة القضايا مشيراً إلى أن الجزء الأكبر من التطرف العنيف ذي الدوافع العرقية الذي يتتبعه مكتب التحقيقات الفيدرالي يتعلق بنزعة “تفوق العرق الأبيض”.
ولعل الأحداث التي رافقت انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وتسلم خلفه جو بايدن السلطة ومشاهد اقتحام مبنى الكابيتول في كانون الثاني الماضي وتورط جماعات اليمين المتطرفة بها كانت أكبر دليل على تفاقم تهديدات الإرهاب الداخلي في الولايات المتحدة إضافة إلى جرائم الكراهية والتمييز العنصري التي أخذت منحى تصاعدياً على نحو خطير في المجتمع الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية.
صحيفة الغارديان البريطانية وفي تحليل جديد لها رأت أن تداعيات الحرب الأمريكية المزعومة على الإرهاب الدولي لم تقتصر على دمار دول عدة حول العالم بل تعدته إلى تفشي الإرهاب الداخلي على الأراضي الامريكية ذاتها معتبرة أن التهديد الإرهابي الحقيقي الذي يجب على واشنطن أن تخشى منه ينبع من جماعات اليمين المتطرفة داخل الولايات المتحدة والتي تعاظم وجودها ودورها بعد 20 عاماً على هجمات الحادي عشر من أيلول.