الثورة أون لاين – حسين صقر:
رغم الظروف الصعبة التي تواجههم، من مواصلات وتأمين المستلزمات الضرورية لاستمرار حياتهم الدراسية، لايزال التلاميذ والطلاب في جميع المحافظات السورية مصرين على مواصلة تحصيلهم الدراسي، في وقت يحدوهم الأمل بأن تنتهي تلك الظروف إلى غير رجعة، وتذهب معها أيام من القلق والانتظار.
اليوم و بعد مضي نحو شهر على افتتاح المدارس، هناك بعض المعوقات التي تواجه العملية التدريسية تحدث عنها الطلاب بعد أن لحظوها في مدارسهم، وتطرقوا إلى بعض المشكلات، في وقت زود فيه بعض الأهالي عدداً من الاقتراحات والتوصيات لإتمام العام الدراسي، مؤكدين على ضرورة أن يسود التعاون بين التلميذ والمدرس، وبين المدرس والإدارة، والإدارة والأهل، كي ينتج الجميع جيلاً متنوراً مدركاً لما يجري حوله من تطورات وأحداث ومتابعة لسير العملية التدريسية التي تتربع على سلم أولوياته.
وفي لقاءات ل” الثورة” أجرتها مع التلاميذ وأوليائهم تبين أن هناك بعض الفجوات والمنغصات التي قد تعيق إكمال العام الدراسي، وفي الوقت ذاته هناك الكثير من الإيجابيات التي تدفع تلك العملية قدماً.
* صعوبة الوصول
وقال الطالب محمود حسين سليمان من المرحلة الثانوية: تعاني مدرستنا من نقص في الكادر التدريسي ولاسيما لبعض المواد الأساسية، حيث البعد الجغرافي عن المدينة وارتفاع أجور النقل وصعوبة تأمين المواصلات يدفع بعض المدرسين للإحجام عن الالتحاق في مدارسنا، ويجعلهم دائمي البحث عن مدارس قريبة من المدينة كي يتجنبوا تلك الصعوبات، خاصة وأن الوزارة تضع جميع المدرسين في شريحة الرواتب والأجور مع بعضها، ولاتحسب حساباً بأن المدرس الذي يقطع مسافة طويلة يختلف عن زميله الذي يملك سكناً قريباً من المدرسة التي يداوم فيها.
بدورها علا المحمد تابعت ما بدأه زميلها بالقول: لقد بادر الأهالي لدفع أجرة السرفيس، لكن وجد الكادر التدريسي صعوبة معنوية في ذلك، مع أنه مبلغ رمزي، ولهذا من الضروري أن تأخذ التربية ذلك في الحسبان، وتؤمن المدرسين الذين يبعدون كثيراً عن مدارسهم كي يستطيعوا الوصول إلى تلك المدارس ولايحجمون عن الذهاب إلى المناطق البعيدة.
وأضافت: الطقس مقبل على فصل الشتاء ولابد أن تلك المعاناة سوف تتفاقم في ظل اضطرار هذا المدرس أو ذاك للانتظار على الطريق تحت المطر أو ربما الثلوج، وتساءلت كيف له ان يقدم درساً نوعياً في ظل تلك المعاناة.
وقالت إحدى السيدات وهي أم لبعض الطلاب في جميع المراحل: يشكو أبنائي من عدم توفر النظافة بعض الأحيان، في الوقت الذي يثني القسم الأكبر منهم على اهتمام الكادر التدريسي والإداري بهذا الموضوع، والتوصيات المتواصلة التي يؤكدون عليها لتجنب انتقال العدوى، فيما إذا حصل وحمل أحد الطلاب لبعض الفيروسات.
بعض حالات التنمر
على حين أكد السيد حمدان حلاوة ليست هناك اي ملاحظات ينقلها له ولده في الثالث الثانوي العلمي، وكذلك ابنته في المرحلة الإعدادية، ماخلا بعض الملاحظات التي تقتصر أحيانا على تأخر بعض المدرسين عن الحصة الدرسية، نتيجة صعوبة النقل، في وقت يؤكدون فيه التزام هؤلاء المدرسين، ويعلمون تماماً أنهم لايتأخرون في الأحوال والظروف العادية، وقال: لكن نقلت لي ابنتي عن حالة تنمر يمارسها أحد الطلاب على زملائه، وهو ما يتطلب دراسة تلك الحالات ومعرفة الأسباب الكامنة خلف تلك الحالة، في وقت لاتقصر فيه إدارة المدرسة عن متابعة الموضوع.
توفير وسائل التدفئة
بينما طالب مجموعة من الأهالي بتوفير وسائل التدفئة الضرورية ولاسيما أن الطلاب مقبلون على فصل الشتاء، كما طالبوا بتوجيه التربية لإيجاد صيغة مقبولة بتحديد أجور النقل للتلاميذ، وذلك حسب المسافة التي يستقلون فيها السرفيس أو الباص من أجل الوصول إلى مدارسهم والعودة إلى بيوتهم، وعدم محاسبتهم وكأنهم يركبون لمسافات طويلة في واسطة النقل تلك.
من ناحية ثانية وفي ظل الفلتان الذي يمارسه الطلاب أثناء عودتهم من المدارس، أكد البعض أنهم يوصون أبناءهم بالعودة إلى المنازل فور خروجهم من المدارس لمتابعة دروسهم ووظائفهم، لكن مع كل أسف قالت السيدة نائلة عبد الصمد نرى عكس مايتحدث به البعض من هؤلاء، إذ نرى بأم العين الفلتان في الشوارع والساحات وتسكع الطلاب في الحدائق العامة، حيث يخرج بعض هؤلاء صباحاً بحجة الذهاب إلى المدارس، لكن لايذهبون إليها، ويعودون مع عودة أقرانهم في إيحاء أنهم داوموا في تلك المدارس، لكن ماجرى العكس تماماً.
ولهذا طالبت سيدة أخرى بتسيير دوريات شرطة تحت مسمى شرطة التربية أو المدارس لملاحقة هؤلاء المتسكعين ومعاقبتهم وتغريمهم أو ذويهم بغرامة مالية، ولاسيما أنهم يحجزون مقعداً لطالب مجتهد قد لاتوافق الإدارة على نقله أو استقباله في مدارسها نظراً لاكتمال العدد، وأضافت: أنه في أيامنا الماضية، كان هناك مايسمى بعريف الصف بعد الدوام، حيث يقوم بتسجيل أسماء الطلاب الذين يلهون في الشوارع والحارات، ويتم نقل أسمائهم إلى إدارة المدرسة ليصار إلى توجيههم أو حتى معاقبتهم.
بعض القرارات لمصلحة الطالب!!
وفي هذا السياق نوه أحد أولياء التلاميذ بالقول: بعد صدور بعض القرارات التي جاءت لمصلحة الطالب على عكس المدرس، بدأت العملية التربوية التدريسية تتخذ منحى مختلفاً سلبياً مع كل أسف.
وفي سياق متصل أكد أحد الموجهين التربويين أنه مع تكليف معظم المدرسبن بمهام إدارية، أُفرغت الشعب الصفية من المدرسين وباتت هناك حاجة ملحة لوقف هذه الظاهرة، وذلك على مستوى مراحل الحلقة الأولى، مطالبا بعدم موافقة الجهات المسؤولة لهذه الظاهرة وعدم الموافقة على التكليف وخاصة للمعينين حديثاً.