الثورة أون لاين:
تشير دراسة إلى أنّ «تناول السبانخ يمكن أن يمنع سرطان القولون»، وهو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعاً وثاني سبب للوفيات المرتبطة بالسرطان.
حيث أظهرت دراسات سابقة أنّ «تناول الخضراوات والألياف الخضراء يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى النصف». وتستكشف الدراسة الجديدة العلاقة بين السبانخ وصحة الأمعاء والجينات ونتائج سرطان القولون.
واستخدم الباحثون نموذجاً لمرض وراثي يسمى «داء السلائل الورمي الغدّي العائلي»، وهو اضطراب وراثي يتسبب في إصابة الشباب بنمو متعدد غير سرطاني (الزوائد اللحمية) في القولون، ويجب استئصال القولون جراحيا لمعظم الأشخاص المصابين بهذا المرض لمنع مئات الأورام من النمو في القولون مع تقدمهم في العمر، من ثمّ يخضعون بعد ذلك للعلاج بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية السامة لمنع تكون أورام إضافية في الاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة.
وتكشف الدراسة أنّ «السبانخ قد تساعد في الوقاية من السرطان لدى المرضى عن طريق تأخير الحاجة إلى استئصال القولون والعلاج الدوائي لفترات طويلة»، وهو ما توصلوا إليه بعد تغذية نموذج حيواني من داء السلائل القولوني الورمي الغدّي العائلين بالسبانخ المجففة بالتجميد لمدة 26 أسبوعاً، حيث لاحظ الباحثون نشاطاً كبيراً مضاداً للأورام في القولون والأمعاء الدقيقة. ووجدوا أن «قمع الورم عن طريق السبانخ ينطوي على زيادة التنوع في ميكروبيوم الأمعاء (الميكروبات المفيدة) وتغييرات في التعبير الجيني للمساعدة في منع السرطان». ووجدوا أيضاً أن «الأحماض الدهنية المرتبطة بتنظيم الالتهاب، والتي تسمى مستقلبات لينوليت، قد رُفعت إلى مستوى مفيد بعد اتباع نظام غذائي غني بالسبانخ.
ويقول الباحث الرئيسي: «نعتقد أن تناول السبانخ يمكن أيضاً أن يكون وقائياً للأشخاص الذين لا يعانون من داء البوليبات الغدّي العائلي».
وتمثل الأشكال الوراثية لسرطان القولون نحو 10 إلى 15% فقط من الحالات، وغالبية سرطانات القولون متفرقة، مما يعني أنها ليست مدفوعة باستعداد وراثي موروث من خلال الأسرة.
ويوضح أنه :على مدى عقود يمكن أن يؤدي التعرض للمواد المسرطنة من خلال النظام الغذائي والبيئة إلى تغيير الطريقة التي يتم بها التعبير عن الجينات في الجهاز الهضمي وهذا يمكن أن يتسبب في إصابة الأشخاص بالزوائد اللحمية في القولون والجهاز الهضمي السفلي في وقت لاحق من الحياة والتي يمكن أن تتطور إلى سرطان.