الثورة أون لاين -غصون سليمان:
بين متعة التسوق والتجول في الأمكنة المختلفة باتت الصور والمشاهد تتفاعل نفسيا باتجاه عكس المنطق واللامعقول ..
تسعد بما تراه من أشكال والوان الألبسة بقياساتها وموضتها المعهودة كل موسم ،مع الاكسسوارات والمكياجات وصباغ الزينة، ناهيك عن توليفة الخضار والفواكه ومحلات الطعام والشراب والأدوات المنزلية والكهربائية وغيرها الكثير ،لكن الصفة التعبيرية المشتركة هو حالة المواطن والتي غالبا ماتشي ضمنيا بعبارة “العين بصيرة واليد قصيرة “..
من المفرح جدا أن نرى اسواقنا عامرة بما لذٌ وطاب ،طعاما ولباسا،بماركات وموضة وبرستيج..لكن المحزن أن كل شيء أصبح من قريبه كما يقال..اي بات الشراء بالوقية عند البعض من حيث الطعام لأنواع من السلع والمواد الغذائية ولانبالغ في ذلك ،حتى بالنسبة للباس لايمكن لغالبية الأسر ان تشتري اكثر من قطعة في الشهر لأبنائها وحتى حال الموظف والموظفة لايختلف الأمر كثيرا ، فالأسعار تقفز بجنون في سباق مع عقارب الساعة ضمن اليوم الواحد . ناهيك عن لبوس التسعيرة التي تعلو واجهات المحلات خاصة في موسم التنزيلات كما درجت العادة والتي تكاد تكون وهما بوهم. حيث الكتابة على بوستر القطعة شيء وحين تقصد شراءها يكون السعر مختلفا تماما ،واذا ما أعجبت القطعة اي زبون ذكرا ام انثى تبدأ تغريدات “القسم والحلفان بالله العظيم” من قبل اصحاب المحلات بأن البضاعة من جملتها غالية، وان محلاتهم ارخص من كل المحلات ..ولايربحون الا القليل. وبضاعتهم أجود من كل بضاعة..
واذا ماعزمت على التجوال في اسواق الحمراء،الصالحية، الجسر الابيض، الحميدية، باب توما،وغيرها، تستطلع مايشاع عن تنزيلات وتخفيضات بالأسعار فإنك ترى العجب حقا عندما ترى البضاعة هي نفسها المعروضة لسنوات عديدة مع ادخال بعض الموديلات الجديدة من تصميم والوان .
ارادت احدى السيدات شراء “بنطال بجامة”من أحد المحلات وحين السؤال عن السعر قال صاحب المحل بعد التخفيضات أصبح ب ١٧ الفا اي كان سعرها ٢٢ الفا ،وحين جادلته بالسعر غضب وقال كان لدي ٢٠٠٠ قطعة ،بعت ١٢٠٠ قطعة بسعر ٢٢ الفا ،وفي العام القادم سوف ابيع نفس القطعة ب٧٠ الفا ، متعاليا بنبرة صوته وقسوة ملامحه في مخاطبته للزبونة وقس على ذلك محلات الجينزات حيث يسعر على الملكان امام العديد من المحلات سعر بنطال الجينز ب١٥ الفا لموديلات مختلفة ،وما إن تصبح داخل المحل تريد شراء مايعجبك حتى تبدأ المفاصلة والمكاسرة حول السعر
.فالوهمي خارج المحل ب١٥.وفي الداخل يكون السعر من ال٣٨ الى ٤٠ الفا مع محاولة اغواء الزبون بالشراء بتخفيض ١٠٠٠ ليرة او ٢٠٠٠ لإقناعه بالشراء بعد سلسلة من تعب القلب نظرا لضغط الجيوب.
تقول هديل طالبة جامعية :اردت شراء بنطال جينز لون غامق ولانه لم يعجبني حجم الطول حاول ان يقنعني صاحب المحل بالزور لشراء البنطال او آخذ أي لون آخر وبسعر ٣٣ الفا..المهم عنده أن يشتري الزبون بعض النظر عن الذوق والراحة المادية.
وتذكر السيدة مادلين موظفة انها باتت تشتري في العام الواحد قطعة او قطعتين لا أكثر ،وكذلك الأبناء عند الحاجة الماسة والضرورة حسب مراحل المدرسة ،لطالما الدخل لايتناسب ومتطلبات الحياة في ظل الظروف القاسية.
سيدات وصبايا كثر يجدن متعة في التسوق ليس للشراء وانما الاطلاع على جديد السوق وماهو الدارج من الألوان والموديلات والتسلية وغيرها.