الثورة أون لاين:
مداولات صعبة توقعتها أوساط سياسية ووسائل إعلام دولية وألمانية في السباق لتشكيل الحكومة الألمانية المقبلة إثر النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات البرلمانية والتي أظهرت تقدم الاشتراكيين الديمقراطيين فيها بشكل طفيف على المحافظين.
النتائج الأولية الرسمية التي نشرها اليوم موقع اللجنة الانتخابية الألمانية أظهرت فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة أولاف شولتز بالانتخابات بحصوله على 25.7 بالمئة من الأصوات متقدماً بفارق ضئيل على المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذي حصل على 24.1 بالمئة من الأصوات وهي النتيجة الأسوأ في تاريخه بينما حل حزب الخضر ثالثاً مع نسبة 14.8 بالمئة يليه الحزب الديمقراطي الحر بنسبة 11.5 بالمئة.
الناخبون الألمان وحسب النظام الانتخابي الألماني لا يختارون مباشرة المستشار وبالتالي تبقى قضية التحالفات مهمة في هذا السياق حيث تساءلت مجلة دير شبيغل الألمانية في مقال لها تحت عنوان لعبة البوكر بدأت: “بعد التصويت تبقى الأسئلة الرئيسة مفتوحة، من سيتولى منصب المستشار، ما طبيعة التحالف الذي سيحكم البلاد في المستقبل”.
مرشح الاشتراكيين الديمقراطيين لمنصب المستشار أولاف شولتز قال بعيد إعلان النتائج حسب وسائل إعلام دولية: “بالنسبة لنا الأمور واضحة، من المؤكد أن كثيراً من المواطنين صوتوا لنا لأنهم يريدون تغييراً في الحكومة وأن يكون المستشار المقبل أولاف شولتز” فيما تبدأ محادثات تشكيل الحكومة الاتحادية بين الأحزاب السياسية غداً.
وعقب الانتخابات السابقة عام 2017 لم يتم التوصل إلى ائتلاف حكومي واسع إلا بعد ستة أشهر ما تسبب بشلل سياسي في ألمانيا آنذاك.
ويبلغ عدد أعضاء البرلمان الألماني (بوندستاغ) 735 نائباً فيما يشير مراقبون إلى إمكانية تحالف الاشتراكيين الديمقراطيين ويملكون وفق النتائج 206 نواب مع الخضر الذين حلوا في المرتبة الثالثة بحصولهم على 14.8 بالمئة بـ 118 نائباً، بينما الليبراليون في الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي حصدوا 11.5 بالمئة من الأصوات بـ 92 نائباً كذلك يمكن للمحافظين 196 نائباً أن يشكلوا الحكومة مع الخضر والليبراليين.
ووفق استطلاع رأي نشر نتائجه معهد يوغوف فإن أغلبية الناخبين تحبذ الخيار الأول ويرى 43 بالمئة أن أولاف شولتز يجب أن يصبح مستشاراً وسيكون ذلك رهناً بإرادة الحزبين الصغيرين اللذين وصفتهما صحيفة (بيلد) الألمانية بأنهما (صناع ملوك).
وفي سياق متصل فازت مرشحة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لرئاسة بلدية برلين فرانسيسكا غيفاي بـ 21.4 بالمئة من الأصوات ملحقة الهزيمة بخصميها من حزب الخضر بيتينا جاراش بـ 18.9 بالمئة والاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ بـ 18.1 بالمئة.
وأظهرت استطلاعات الرأي بأن النتائج كانت متقاربة جداً بين غيفاي وجاراش فيما أفادت غيفاي لشبكة تلفزيونية محلية “بأنها ترغب بالتواصل مع الخضر والاتحاد المسيحي الديموقراطي لمناقشة تشكيل ائتلاف” مشيرة إلى أن أولويتها تتمثل بإدخال برنامج الحزب الاشتراكي الديموقراطي بأكبر قدر ممكن إلى مفاوضات تشكيل الائتلاف.
ويحكم برلين حالياً ائتلاف يضم الاشتراكيين والديموقراطيين والخضر وحزب (دي لينكه) اليساري فيما يتولى الاشتراكيون الديموقراطيون رئاسة بلدية برلين منذ 20 عاماً حيث قرر رئيس بلديتها المنتهية ولايته مايكل مولر عدم الترشح مجدداً هذه المرة.