الملحق الثقافي:بديع صقور:
خلف شعابِ النسيان تُتوَّجُ الأرواح بأكاليلِ الغار…
بين رحيلهم ودمعها تنهضُ بيارةَ حزن.
* * *
شرفاتُ الوردِ هرطقات الغيوم
حقولُ القلبِ القاحلة تحنُّ إلى شربةِ حبِّ
مطرٌ قديمٌ، ما نفعهُ إذا لم يحنَّ على الأشجار الذابلة!؟
* * *
يا أنين المودّات السالفة
ما جدوى البحث في خزائنِ المدن عن كتاب حبٍّ
أضعتهُ ذات ظلمة؟!
ولا من يشعلُ لك ضوءاً في هذا الظلام العظيم.
* * *
فوق أرصفةِ المدن… ما نفع أن تسرّح نعاج الأيام
والخريف لا يبرح أرواحَ أقاربنا الشّجر
حطبٌ يابس…
هذا الغرابُ يشكو خريفهُ الطويل
هذا العندليب:
هيا اجمعوا ثمار الحقد، وارموا بها
إلى جوفِ البحر!
* * *
ينهارُ جدارُ المودّة
خلف زرقةِ هذا المحيط
لم أعثر على وجهِ القمر.
* * *
وأجوبُ قفار الصدى
روحي على كفِّ غصن…
ولا من قطرةِ ندى، أو تغريدة طير!
بين ضلوعِ المراكب… فقدتُ حنينَ الأشرعة…
* * *
عند هذا المحيط قرعتُ بابَ فجرِ غيمة
في قلوبِ الأحبّة نامَ المطر.
* * *
في عزلةِ النوم
نلوم الغائبين على إبحار أحزانهم!
* * *
كيف تدفئني بدثارٍ من ثلج،
وبأصابعٍ من ريح؟
* * *
بلحافٍ من ريح
دثرني يا مطر «كيتو» (1)
* * *
بماذا سأحصد هذا الزرع من الثلج؟
بمنجلٍ من ضباب؟!
بيدينِ مقطوعتين،
وبظهرٍ منكسر؟!
* * *
حاذرْ أن تتعثّر بطيفِ جبلِ «منتصف العالم» (2)
بين شعاب النسيان ترتمي الزهور…
حاذرْ أن تطأ قبرَ شهيدٍ يتنزّه
على ضفافِ المجرّة.
………………………………..
(1) كيتو: عاصمة الأكوادور.
(2) منتصف العالم: يقع على جبل في الأكوادور، قريباً من العاصمة «كيتو»، وفي نقطة الصفر تماماً، يقام برج عالٍ على شكلِ مسلّة.
التاريخ: الثلاثاء28-9-2021
رقم العدد :1065