الثورةاون لاين – عمار النعمة :
بدأت اليوم فعاليات الندوة الوطنية للترجمة 2021 تحت عنوان (التجربة الوطنية السورية في الترجمة) التي تقيمها وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق – المعهد العالي للترجمة، ومجمع اللغة العربية، واتحاد الكتّاب العرب، واتحاد الناشرين السوريين.
د.لبانة مشوّح وزير الثقافة ألقت كلمة قالت فيها : نلتقي اليوم للاحتفاء بالترجمة فعلاً إنسانياً ثقافياً ومعرفياً يحمل في زاده إنجازات تحققت، ومشاريع يعكف كل منّا على إنجازها، وعثرات تجاوزناها وهموم ومصاعب لا بد من أن نجد لها حلولاً بما يحقق الرسالة التي نذرنا أنفسنا لها.
وأما الإنجازات فهي كثيرة حققناها فراداً وجماعات سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد المؤسساتي، وكذا الصعوبات والتحديات جهود تضافرت وساعات عمل طوال بُذلت وأموال أنفقت لتمكين المترجم من المساهمة في عملية الإغناء الفكري والمعرفي والتنمية الحضارية بكل أبعادها، وتمكين الترجمة من أداء دورها وما يُرام منها في إزالة الحواجز الثقافية بتجاوز العوائق اللغوية وصولاً إلى معرفة أفضل للآخر وبناء جسور التواصل الفكري والمعرفي بين الشعوب والإفادة من زادها المعرفي وامتلاك مفاتيح الولوج إلى أسرارها الفكرية .
ولفتت مشوح إلى أن الترجمة فعل إنساني إرادي، له هدف محدد يُمليه موقف محدد ويشكل المتلقي واحتياجاته التواصلية وتوقعاته ومدى معرفته بالعالم أحد أهم العوامل التي يحدد الهدف على أساسها وبما أن الفائدة من الترجمة هي الهدف كان لا بد من التأني في انتقاء مادة الترجمة .
داعية كل المعنيين بالترجمة أفراداً ومؤسسات بعد الاستسهال أو التساهل في هذا الباب واختيار ما يلبي حقاً حاجات التنمية ومتطلباتها.
بدورها د.زبيدة القاضي ألقت كلمة المترجمين حيث تحدثت: ونحن اليوم نجتمع في دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ نؤكد على دور المترجم الحضاري في نقل قيم الخير والعدالة والجمال التي قدمها هذا البلد للعالم، مضيفة: إن العلاقة بين الماضي والحاضر كتلك التي بين الأصالة والحداثة، فللماضي عروق تنبض في دماء الحاضر ويظهر فيها الزمن بوجهيه، فإذا هو إيقاع متناغم واحد، نسمعه في أعماق الزمن الغابر ونراه في حركة الزمن الحاضر، فإذا كان للمترجم في العصور الماضية دور مهم في نقل المعارف والعلوم التي نشرتها الحضارة العربية في العالم كله، فللمترجم اليوم دور لايقل أهمية في التبادل الثقافي والحضاري.
وفي تصريح له أكد الدكتور وائل بركات أهمية المقدمة في أي عمل مترجم باعتبارها عصارة أفكاره لجذب القارئ ومساعدته في فهم أهم الأفكار التي يتضمنها عمله، ليكون صلة الوصل بين العمل المترجم والقارئ وإضافة إلى أهميتها في التعبير عن امتلاك المترجم للغة والمعرفة والإدراك الكافي لفهم النص الذي يشجع القارئ لتلقيه .
وبدأت الجلسة الأولى بمداخلة للدكتور ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الذي لم يحضر لأسباب صحية وفيها أكد أحد الزملاء المشاركين أن اللغات هي أبواب ثقافات العالم، والترجمة هي مفاتيح تلك الأبواب، مشيراً أن الشعوب أدركت ذلك منذ القدم فكانت في مراحل نهوضها وانطلاقها لبناء حضارتها الخاصة تُترجم معارف الأمم وعلومها وآدابها وتجعلها أساساً للبناء عليه وتقديم إضافاتها الخاصة.
ولفت إلى أن الهيئة العامة السورية للكتاب أعلنت منذ فترة قريبة إطلاق المشروع الوطني للترجمة وشكلت لجاناً مختصة لذلك وتضع خطة طموح في كل عام نتمنى أن يؤازرها فيها اتحاد الكتاب العرب ودور النشر الخاصة وغيرها وأن ترصد لها الموازنات اللازمة عسى أن تكون حجر الأساس في نهضة قادمة تذكرنا بدار الحكمة زمن المأمون .