الثورة أون لاين_ فاتن أحمد دعبول:
توقف المشاركون في الندوة الوطنية للترجمة التي أقامتها وزارة الثقافة” الهيئة العامة السورية للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق، المعهد العالي للترجمة ومجمع اللغة العربية واتحاد الكتاب العرب إضافة إلى اتحاد الناشرين السوريين، توقفوا عند عناوين مهمة تدور حول التجربة الوطنية السورية في الترجمة.
وائل بركات: مرآة كاشفة
وبين د. وائل بركات في مداخلته” قراءة في مقدمات ترجمات إلى العربية صادرة في سورية” أن المترجم ناقل معرفة جديدة، لكنه خائن بالتأكيد، لأنه لا ينقل المعنى كاملاً، ويكتفي بأغلبه بصورة أو أخرى، وهو بعد ذلك يلجأ إلى كتابة مقدمة يفتتح بها ترجمته ليبين أسباب إقدامه على ترجمة العمل، وينتظر القارىء من المقدمة أن تكشف له عن أفكار الكتاب وجديده وأهميته، وأيضا تمكن المترجم من نصه.
ويتوقف بركات عند نماذج لمقدمات بعض الكتب المترجمة والصادرة عن الهيئة السورية للكتاب ليبين طريقة صوغ المترجم لمقدمته وما يريد منها وما هي الآليات التي اتبعها والصعوبات التي واجهها، وينتهي إلى ملاحظة أهمية مقدمة المترجم ودورها في أداء عدة أدوار أبرزها، إلقاء الضوء على العمل الجديد والتعريف بالكاتب والكتاب وبأهميته والإلماح إلى أفكاره البارزة، هذا إلى جانب تبيان منهج الكاتب المتبع في الكتاب، والصعوبات التي اعترضت العمل من المصطلحات إلى اختلاف الثقافات والأفكار والبيئات الاجتماعية.
ورأى د. بركات ضرورة إثبات مقدمة للترجمة تيسر للقارىء فهم الترجمة، وتعينه على استيعاب الموضوع الجديد الذي تكبد المترجم جهداً كبيراً في فهمه ونقله إلى العربية، لأن المقدمة مرآة كاشفة تبين مدى استيعاب المترجم لنصه ووضوحه أمام ناظريه.
جهاد بكفلوني: واقع معقول
وعن زهرات اتحادية من رياض الترجمة، تحدث د. جهاد بكفلوني عن حركة الترجمة في اتحاد الكتاب العرب، وقال:
إن حركة الترجمة تعد مقبولة قياساً إلى الظروف الصعبة التي تمر بها إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عناوين الكتب التي ترجمت من اللغات الأجنبية إلى اللغات العربية خلال مسيرة الاتحاد التي تزيد على 50 عاماً، لا تتجاوز المئة عنوان وهذا يعني أننا ننتج عنوانين كل عام، وهذا الكم متواضع جداً.
وأضاف: لدينا مجلة فصلية اسمها الآداب العالمية تعنى بترجمة نصوص الأدب والمسرح وبعض الموضوعات الحية عن اللغات” الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية والإسبانية وغيرها”، ولدينا أيضاً جمعية للترجمة نحاول أن ننهض بالمنتسبين إليها من خلال معاملتهم معاملة الكتاب، ونحاول استمالة الكتاب ليكتبوا في إصدارات الاتحاد من خلال تحسين تعرفة الترجمة.
حسام خضور: مطلوب كيان نقابي
ويعرض حسام خضور لواقع الترجمة في سورية ويبين بأن ثمة قانون ينظم عمل الترجمة المحلفة، وهناك جمعية للترجمة في إطار اتحاد الكتاب العرب، ويعامل أعضاؤها معاملة الكاتب، لكن لا يوجد قانون ينظم مهنة الترجمة ويحمي العاملين فيها.
أما البنية التحتية الوطنية للترجمة فهي موزعة بين قطاعين كبيرين”قطاع عام، قطاع خاص” وهناك دوريتان” مجلة المعرفة، ومجلة الخيال العلمي” تخصص كل منهما ملحقاً لعمل مترجم، وقد حاولت الهيئة العامة السورية للكتاب توحيد جهود المهتمين بالترجمة عبر المشروع الوطني الذي أطلقته في 2017 باسم المشروع الوطني للترجمة الذي تنفذه بخطط سنوية طموحة، لكنها لم تنجح لأسباب ذاتية موضوعية.
ويضيف: من الغريب ألا توجد تعرفة وطنية موحدة لمهنة إبداعية يتفق الجميع على أهميتها وضرورة تطويرها، وعلى وقع هذه الأمور نسعى لرسم آفاق المستقبل لهذه المهنة الإبداعية، فثمة مؤسستان يدفع الواقع باتجاه إنشائهما يفرضهما تطور الترجمة وهما: مركز وطني للترجمة، وكيان نقابي للترجمة ما يوفر الأساس القانوني لهذه المهنة.
ويضاف إلى ذلك عناية جامعاتنا الوطنية بتوفير الموارد البشرية للترجمة في اللغات الصينية واليابانية والكورية والهندية .. وغيرها من لغات عريقة ذات تراث دخلت نادي اللغات الحية، ويمكن إنشاء هيئة تحرير في الهيئة وفي كل دار نشر.
ويخلص خضور على توصيات منها: الفصل بين التأليف والترجمة، وفتح كليات جديدة لتعليم اللغات، ودراسة إمكانية إنشاء رابطة للمترجمين السوريين، وعدم تجاهل دور الجوائز التشجيعية، والأهم تعزيز العلاقة بين مديرية الترجمة بصفتها الرسمية ومجمع اللغة العربية لحل المشكلات اللغوية.