على شفا الهزيمة ..

  

وفق متلازمة الإفلاس والهزيمة، يزحف أردوغان على تشظيات المرحلة الحالية بعد أن فرض الواقع السوري المنجز بقوة إيقاعه الميداني والسياسي، فما عاد ينفعه فيها تشويش تضليلي أو صخب تعطيلي ولا حتى تصعيد عدواني، وإن أصمّ أردوغان اللاهث في حلقات أطماعه المفرغة ومن يجاريه بالحماقة ويفوقه بالوهم الانفصالي آذان عقولهم، وأغمضوا عيونهم عن رؤية مشاهد الإنجاز السوري المتسارع والمتسع والمستكمل، متجاهلين رسائل الميدان وإشاراته التي صفعتهم أكثر من مرة، وليس آخرها صفعة تأمين الجنوب، التي ما زالوا يتحسسون حرارة تداعياتها ذعراً وتخبطاً.

أردوغان الخارج من جحور”النصرة” وأوكار التنظيمات الإرهابية يناور آخر مناوراته العبثية ويغمز من قناة اتفاقات خفض التصعيد محاولاً إيجاد مخارج سياسية لمآزقه يرتق بها ثقوب إخفاقاته الواسعة بعد أن أدرك أن الهوة باتت واسعة جداً بين أوهامه وإمكانية تحقيقها، خاصة أن ذخيرة إرهابه باتت بلا فعالية ميدانية، واستناده على عكاز ضماناته للفصائل الإرهابية لن يحول دون تأمين الشمال وإغلاق بوابة الإرهاب الشمالية.

يدرك لص أنقرة أن ملف تأمين الشمال وتجفيف بؤر الإرهاب في إدلب وأريافها حاضر بقوة وهو الذي لم يغب يوماً عن الإستراتيجية السورية وأجندات التحرير، وإن منحت دمشق انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية وحقناً للدماء وحرصاً على أرواح مدنيين تتخذهم التنظيمات الإرهابية دروعاً تختبئ خلفها، أردوغان الفرصة تلو الفرصة للإيفاء بالتزامات اتفاقات خفض التصعيد، لكن الذيل التركي معوج ولو وضع في قوالب الاتفاقات أوالتفاهمات، فأطماع النهب والتوسع العدواني هي الهاجس الأكبر لسليل العثمانية البائدة.

يغوص أردوغان اليوم عميقاً في وحل الشمال، بعد أن استمات بكل ما امتلك من رياء واحتيال ووسائل إرهابية لتأخير تأمينه وظلّ يناور على حبال الاتفاق مستخدماً كلّ طرق المراوغة لتعطيل تحريره، وهو يبحث حالياً عن مخارج من مآزقه، ولا منفذ احتيالي يسعفه، ولا مكر بات ينفعه، بعد أن أفرغ كل ما في جعبة انتهازيته من زيوت لتأجيج المشهد وتسعير اشتعاله علّ دخانه يحجب الرؤيا عن قافلة التحرير السوري، إلا أنه هو من فقد بوصلة خلاصه وتاه في متاهات الفشل، وبقيت البوصلة السورية التي لم تتمكن زوابع الغبار التضليلي أن تؤثر عليها أو تحرفها تؤشر للنصر.

ولأن معركة تطهير الشمال من البؤر الإرهابية بشقيها السياسي والعسكري ستحمل من النتائج والتبعات والانعكاسات ما لن يستطيع أردوغان ولا طاقة له بتحمل تبعاته لجهة بتر ذراع أطماعه التوسعية، ومن جهة أخرى ارتداد ما ستسفر عنه من تحرير وبالاً إرهابياً عليه، سيخاتل لطلب الفرص مجدداً، لكن رياح إقرار التحرير سواء بالتسويات أم بالعمل العسكري ستجري بعكس مبتغاه وستطوي الدولة السورية صفحة إرهاب الشمال وتقفل البوابة الشمالية التي يتسلل منها اللص التركي، وسيعود خالي الوفاض إلا من بقايا فلول إرهابية مرتزقة لا يدري إلى أي محرقة جديدة يلقي بهم.

حدث وتعليق -لميس عودة

آخر الأخبار
حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات  بمشاركة وفد أردني و233 شركة محلية ودولية.. انطلاق معرض "سيريا هايتك"  بعد جولته في الجنوب السوري.. نتنياهو يتحدث عن الاتفاق الأمني على منصة "أبو علي إكسبرس"