الثورة اون لاين – ديب علي حسن:
شخصيا كنت من أوائل من افتتح صفحة فيسبوك حين أتيح في سورية ومازلت متابعا شغوفا لهذا العالم الأزرق ..بل أكاد أقول إني ناشط جيد على صفحات التواصل الاجتماعي بغض النظر عن قيمة ما أقدمه وما أتابعه.
ومع ذلك كله لا ثقة لي أنه عالم دائم ولا أنه أكثر من ذاكرة غبارية كمن يدون رقم هاتف على غبار طاولة في بيته سيدوم حتى يأتي من يمسح الغبار عمدا أو غير ذلك .
هي لعبة العالم الآن وذاكرتك وحياتك وكل ما لديك تقدمه للآخر الذي يخزنه ويحلله ويحوله إلى سلع بعضها خام وبعضها معاد تصنيعه والسوق متعطش لهذا كله .
من وكالات الاستخبارات إلى الشركات فكما قال أحد خبراء العالم الأزرق …البيانات هي الثروة لا البترول ..
تباع الخصوصية بكل ما فيها
أمس كانت الست ساعات التي توقفت فيها التطبيقات عاصفة امتدت حول العالم وانشغلنا جميعا بالبحث عن الأسباب وأظن لو قامت الحرب العالمية الثالثة لما اهتم المتابعون بها كما اهتمامهم بما حدث .
لانعرف أسباب الانقطاع وإن كانت بعض الإشارات تقول لأسباب تقنية تتعلق بالخصوصية ويضيف آخرون أن موظفة كبيرة استقالت من الشركة وكشفت كيف يتم بيع البيانات .
هذا أمر طبيعي فالفيسبوك كما تشير دراسات وتقارير غربية يعد أحد أسلحة البنتاغون بل يتبع له ويديره ويوجهه ..
بكل الأحوال هذا لاينكره الأميركيون ويقولون إن التجسس والمراقبة هي من طبيعة المجتمع الأميركي.
وبالعودة إلى العاصفة التي انعكست على الصفحات يمكن رصد خيوطها وملامحها من خلال الصفحات نفسها .
ربما كان من حسن حظي أني لم أشعر بها كثيرا لانشغالي بما أتلقاه على التلغرام أولا وثانيا وهو الأهم ..إني من عشاق النوم بحدود العاشرة ليلا ..
إنها عاصفة الست ساعات هي رسالة أن ذاكرتنا غبارية وهي هناك في قارب متى أرادوا يغرقونه كاملا أو جزءا ..
وأعتقد أن الرسالة النهائية ستكون مؤلمة وحين لا ينفع الندم ..
سنبقى معلقين بالأزرق لن نكذب ولكن لتكن أقدامنا على أرض صلبة لا نطير بعاصفة افتراضية.