الملحق الثقافي: هفاف ميهوب:
«نحن نفعل أكثر مما نقول، وقد كان فعلنا كبيراً في ساحاتِ القتال، كنّا نعملُ بتنسيقٍ كامل، مع بقيّة رفاقنا، وكعائلةٍ واحدة، وتربيةٍ واحدة، وروح واحدة.. مقاتلونا جميعاً حاربوا، برجولةٍ وشجاعةٍ لا حدود لهما..»..
تستحقُّ هذه الأيام، أن نستحضر لها هذا القول العظيم، الذي يذكّر بالروح المقاتلة والبطولة المشتركة، لرجال سوريّتنا، وبالشجاعة والبطولة اللتين تسلّحوا بهما، ليس فقط في حرب تشرين، بل وفي كلّ الحروب التي تشهد حتى نيران بنادقهم، بأن الكرامة كانت فيها ولا تزال، الشعلة التي أضاؤوها وأبوا إلا أن يجعلوها، تتّقد وتقدُّ الحياة، بالنّصر الذي يزلزلُ كيان كلُ من يعتدي، ولو على شبرٍ من أرضنا التي سرت في عروقها، أبجديّة التضحية التي هي أقدس وأشرف مفردات لغتنا…
نعم، تستحقّ هذه الأيام التي نحتفل فيها بذكرى حرب تشرين التحريريّة، أن نستحضر لها هذا القول الذي وثّقه الكاتب «هاني الشمعة» مع سواه من أقوال مقاتلينا، في كتابٍ أورد فيه قصة هذه الحرب كاملة، بل قصّة قائله الذي كان أحد المقاتلين آنذاك، وهو ذاته أحد المقاتلين اليوم، والذي تكلّم بلسانِ كلّ بطل شارك في مواجهة العدوّ الصهيونيّ، بل وكلّ عدوّ تسلّل إلينا بتسمياتٍ، وإن توحّدت في حقدها وغدرها وإجرام عدوانها، إلا أنها تمزّقت وتفرّقت، بقوّة سلاح الإرادة والصمود والوجدان، الذي شهد التاريخ ولا يزال، على مقدار فاعليّته، في الحفاظِ على كرامة الحياة والإنسان والأوطان.
إذاً، ستبقى ذكرى انتصارات تشرين، وما تلاها من انتصاراتٍ دحرت عدوّ لئيم إثر آخر رجيم، احتفالاتٌ تتجدّد، وحكايات لا تمضي إلا لتعود وتتوعّد..
يتجدّد الاحتفال بتجدّد الأجيال، وتتوعّد الحكايات ويمينها، بأن يبقى رجال الشّمس والتضحيات.. رجال تشرين الانتصار، أكاليل المجدِ والغار.. نبض أرضنا المقدّسة بشهدائها، وأيقونة البقاء المضيئة باحتفالاتها…
mayhoubh@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء5-10-2021
رقم العدد :1066