نسخ ولصق!!.. هي سياسة واشنطن بحسب رؤية الخارجية التركية… فالسلطان العثماني وبعد تجديد العقوبات الأميركية ضده لم يعد يجد في حليفته واشنطن دولة عظمى بل هي مجرد دولة خاطئة في السياسة والاستراتيجيات ودجالة محترفة في الخطابات خاصة تلك الموجهة للشعب الأميركي..
والأكثر من ذلك أن وزير خارجية تركيا تشاويش أوغلو خرج إلى المنابر الإعلامية ليعلن العلاقة السرية ما بين داعش وواشنطن… وبأن الوجود الاحتلالي لأميركا في سورية والعراق ليس له علاقة بمكافحة الإرهاب بل دخول غير محسوب لرؤساء البيت الأبيض في دخان المنطقة وامتطاء أعمى لجمال التطرف والاستثمار بالإرهاب لتحقيق غايات سياسية.. والدليل بحسب مايقوله أوغلو هو الأحجية الأفغانية وكيفية وصول قوافل من داعش الموجود في سورية إلى أفغانستان.. هل غادروا بالحافلات أم على متن خطوط الاستخبارات الأميركية!!.
من فم أردوغان تدان اليوم واشنطن… وحلفاء الإرهاب يتقاسمون الخراب السياسي فيما بينهم ولأن السلطان العثماني هو طباخ السم الإرهابي للنصرة وأخواتها في سورية وإقليمياً ايضاً.. لذلك هو الأدرى بالمطبخ الأميركي وكيف تحضر واشنطن وجباتها المتطرفة السامة للطاولات السياسية والعسكرية..
لا يرى أردوغان رادعاً للخروج وفضح الأسرار خاصة أن خيار الرئيس الأميركي جو بايدن حتى اللحظة هو معاقبة تركيا على الخروج عن طاعة الناتو بشراء الاس ٤٠٠ الروسية.. وطاعة أميركا تحديداً بالحلم بعيداً عن تحقيق شعار أميركا أولاً.. فالسلطان غاص في أحلام عودة السلطنة العثمانية ونسي أن واشنطن تعتبره نادلاً على طاولتها السياسية.. بل إنّه وأردوغان نفسه لم ينس ذلك أيضاً ولكن..
أن يفضل بايدن ورقة قسد على الجوكر التركي في لعبة أوراقه السياسيه حول الملف السوري.. فهذا يغضب السلطان ويجعله يخرج بالفم الملآن ليقول إن داعش هو صنيعة واشنطن وإنها تنقل التنظيم من سورية إلى أفغانستان وإن وجودها لمكافحة الإرهاب مجرد كذبة..
مايقوله أردوغان ووزير خارجيته جزء من الحقيقة التي نعرفها جيداً إلا أن في أجزائها المتبقية دور تركي لايقل قذارة عن الدور الأميركي.. فإن كانت واشنطن تنقل داعش من سورية إلى أفغانستان.. فتركيا نقلت كل مرتزقة الأرض ومتطرفيها إلى سورية بإيعاز من سيد البيت الأبيض وتدعم النصرة لدرجة أن السلطان العثماني في الرواية السياسية هو (أمير هيئة تحرير الشام) وهو الذي يلعب بورقة التطرف ويبتز كل الأطراف السياسية..
الطريف بأردوغان أن ذاكرته ضعيفه لدرجة أنه عندما يدين أميركا ينسى أنه الأداة التنفيذية لكل مخططاتها في المنطقة وخاصة سورية وأنه لن يخرج يوماً عن طاعتها.. فواشنطن تمسك الثعلب العثماني من ذيله ومصير بقائه في الناتو والحكم بيدها ولابديل له.
فروسيا لاتنظر لأردوغان كشريك سياسي رغم استعابه في استانه غيرها فهو من بادر باللعب على الحبال السياسية بين موسكو وواشنطن ناهيك عن أن الدور التاريخي للتركي وتحديداً العثماني جعل موسكو والشعوب تكره سياسة أنقرة حتى في الأمثال الشعبية.. مثل روسي: الضيف الذي يأتي من دون دعوة هو حتماً تركي.
من نبض الحدث- عزة شتيوي