الثورة أون لاين – تحقيق – بشرى حاج معلا:
شهدت السنوات الأخيرة في محافظة طرطوس خسائر فادحة في إنتاج الزراعات المحمية نتيجة العواصف المطرية، إضافة إلى غلاء المستلزمات الزراعية بكافة أنواعها وأشكالها وتدني أسعار الحمضيات بشكل عام ما دفع بعض المزارعين إلى ترك مزروعاتهم واللجوء إلى زراعة بعض الأشجار المثمرة.
* نجاح التجربة..
وكانت تجربة المزارع حيدر صالح من قرية يحمور الذي قام بزراعة بعض أنواع الأشجار الاستوائية مثل “شوكولا سوداء، شوكلا بيضاء( سيبوتا)، قشطا، افوكادو، سدر، مانغو، صنوبريه وعلى مقدمتها شجرة الدراكون، حيث اعتمدها كمحصول سنوي يجني من خلاله ويبيع أيضاً.
* مخاطرة ومغامرة..
المزارع “حيدر صالح” في حديثه للثورة عن هذا الإنتاج قال:
بدأت بتجربة زراعة الأشجار الاستوائية ب /100 شتلة من الدراكون / منذ عام /2017/، وكانت عملية مخاطرة ومغامرة كتجربة أولى حيث زرعنا الشتل خارج الصالات أولا ثم اعتمدنا على زراعته داخل الصالات الزراعية في العام الثاني، وحالياً زرعت مساحة نحو /7/دونمات وصدرنا براداً إلى الكويت، وبإذن الله سيكون التصدير إلى الخليج وبعدها روسيا..
والحبة تباع حالياً بقيمة /3000 – 6000 / ليرة، ولاتقارن حبة الدراكون بالنسبة للدول الأخرى في مناخنا الساحلي الساحر.
* مقاومة للأمراض..
وأكد “صالح” أن المفاجأة الأكبر كانت عند زراعة هذه الأشجار حيث أظهرت مقاومة لجميع للأمراض، ولم تكلفنا الكثير من الأدوية، علماً أنني كنت أتابع وأتعلم من بعض المقاطع عبر اليوتيوب لكيفية العناية بها في الصين التي تعتمدها كمصدر دخل سنوي..
استفدت كثيراً من الطرق التي يتبعها الصينيون في زراعتها واستعنت بالترجمة من صديق كي أطلع على جميع المعلومات التي تخص هذه الزراعة..
وأشار: أنه بعد نجاح التجربة على مدار الأعوام الماضية أصبح لدينا أشجار ضخمة من الدراكون ذات نمو ممتاز، وأعمل على إدخال أصناف جديدة، وكلها تعيش في ساحلنا السوري خاصة في المنطقة السهلية منه وليس الجبلية.
* فوائد اقتصادية..
وأضاف ” صالح ” (صاحب المزرعة) موضحاً أهمية هذه الأصناف من الناحية الاقتصادية و إمكانياتها عن تعويض الاستيراد لمثل هذه الفواكه وإمكانية تصديرها، وبالتالي انعكاس الأرباح على الدخل بشكل عام، خاصة أنه ليس له تأثير على بقية الأصناف المحلية على العكس كلما زادت هذه المزروعات من الفواكه زادت المنافسة، وبالتالي يفتح لها باباً كبيراً ووفيراً من الناحية الاقتصادية.
وأردف قائلاً أسعاره حالياً مناسبة للإنتاج، وهو أفضل من إنتاج البيوت المحمية المتعارف عليها التي تتأثر بالكوارث الطبيعية التي حصلت لكنه أقل تأثراً منها، ويعيش في درجة حرارة تتراوح مابين /5 – 45/درجة مئوية، وهي الدرجات المتواجدة لدينا، إلا أنه لا يمكن أن يعيش في الجو البارد أو المناطق الجبلية.
* وفوائد صحية..
ويستخدم كمحارب لعدة أمراض منها السرطان.. القلب.. تصلب الشريان.. إضافة إلى إعطاء المناعة للجسم وغيرها. ومؤخراً تم طلبه لمعالجه الكورونا، حتى النحل يعتمد في تغذيته على نبات الدراكون، وينتج عسلاً مفيداً جداً، ويجذبه من نحو/3/كيلو متر وهو أفضل أنواع العسل..
أما بالنسبة للري كما قال فهو لا يحتاج إلا القليل من الماء.
وأضاف بقوله أن هناك نوعين من الدراكون، تلقيح غير ذاتي، وتلقيح ذاتي، ولا يمكن التعرف على الفرق بينهما إلا من خلال الثقة من البائع للمشتري، ولا يمكن تمييزه إلا بعد عام ولكن بالخبرة نستطيع معرفته وهناك ألوان أيضاً، وأنواع كثيرة لكن يبقى الأحمر أكثر إنتاجاً.
وفيما يخص التسويق تم عمل كليشات كإنتاج سوري وبالأخص من محافظة طرطوس ولدينا أطنان من الإنتاج سنوياً.
* جمعية تعاونية متخصصة..
وفي إطار دعم الزراعات الاستوائية وبشكل خاص زراعة الدراكون أكدت “رزان سودان” رئيس مكتب التعاونيات الإنتاجية في اتحاد فلاحي طرطوس أن فرع اتحاد الفلاحين في محافظة طرطوس على استعداد لتجهيز وتأسيس جمعية تعاونية إنتاجية متخصصة بزراعة الدراكون ودعم كل الزراعات الاستوائية، وأكدت أن الاتحاد بصدد تجهيز كل مستلزمات الجمعية لتأمين الدعم للمزارعين وللزراعات الاستوائية في المحافظة..
* وفي الختام..
وبعد الاطلاع على نجاح هذه الزراعات الاقتصادية المفيدة نتمنى أن تنتشر هذه الزراعات، والتأكيد على ضرورة تشجيع زراعتها حتى لو كان داخل أصيص أو على الأسطح لفوائدها الكثيرة
