الملحق الثقافي: هفاف ميهوب:
لا يشكُّ عاقل، بمقدار فداحة المخاطرِ التي نجمت عمّا انتشر ودمّر وقتل، من مختلف أنواع الأسلحة التي يتبارى في تطويرها، تجّار سوق القتل العالميّ، ولا بتأثير سباقِ التسلّح في هذا السوق، خصوصاً على عالمنا، وما نجمَ عنه ولايزال، يهدّد العالم بأكمله، بالكوارثِ والموت والانقراضِ البشري.
لا يشكُّ عاقل أيضاً، بأن هناك أسلحة باتت أكثر تدميراً وفتكاً بالإنسان، وهي الإرهاب الذي لم تعد دولة تخلو أو تسلم من أوبئته، التي استشرت فدمّرت العقول والأخلاق، وكلّ ما قامت عليه حضارة ونهضة الأوطان.
إنها من أبشع وأفظع الكوارث التي تهدّد الوجود الإنساني بأكمله، وتشهد على ذلك، الاضطرابات التي سبّبها تفاقم هذا الوباء، الذي جعل إنسان هذا العصر، قلقاً ومشتّتاً وعنيفاً ومنفصماً حتى عن ذاته وواقعه.
هذا ما يحدث، وهذا ما نعيشه وأدّى إلى فشلِ كلّ محاولة للارتقاءِ فكراً ووجوداً وأخلاقاً، وكلّ ما يجعل الإنسان يتغلّب على هذه الاضطرابات، التي قد تنفجر في أيّ لحظة، فتؤدّي إلى اختلاله عقليّاً، واعتلاله روحيّاً، أو تماديهِ انحلالاً وإجراماً وقيماً.
حتماً، هو أمرٌ لا يجعلنا ندقّ ناقوس الخطرِ فحسب، بل نقرع الطبول والعقول.. الوجود والموجود.. لتبيان مقدار ألمنا، والويل الذي يحيط بنا ويدمّرنا…
نفعل ذلك، علّ هناك من يتعافى من فقدان ذاكرته، ويستعيد حقيقته وقيمته.. من يحرّر نفسه من أغلالِ استسلامه وانهزامه وعزلته.. من يضيءُ ولو فكرة واحدة وآمنة، في هذا الظلام الذي نيّم العقل وأغرقه في غفلته.. من يرشدُ وينصحُ هذا العالم الضّال والغارق بجهلهِ، إلى ما أرشدَ إليه عظماء منهم «المتنبّي» الذي نفتقد في عالمنا المتحضّر، لحكمةٍ عظيمةٍ كما في قوله:
ولعلَّ ما تخشاهُ ليسَ بكائنٍ/ ولعلَّ ما ترجوهُ سوفَ يكونُ
ولعلَّ ما هوّنتَ ليسَ بِهيِّنٍ/ ولعلَّ ما شـدَّدتَ سَــوفَ يهونُ
mayhoubh@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء12-10-2021
رقم العدد :1067