آن لكرتنا أن تقف أمام ذاتها وتراجع كل الملفات وتناقش بموضوعية وعقلانية منظومة الأهداف التي تسعى إليها، فإن كان الحضور هدفاً بذاته، من حيث الشكل، واستمرارية المسابقات المحلية والمشاركات في الاستحقاقات الخارجية، فهذا الأمر متاح لها.. وإن كانت تعتبر هذا النوع من الحضور إنجازاً يسجلها في دفاتر الخالدين، فقد ضلت الطريق وتاهت في زحمة الأوهام والسراب..
لا شك في أن التطور والارتقاء واللحاق بالركب غايات تتطلع لها كرتنا، لكنها مجرد غايات وستبقى كذلك، مادامت لم تحرك ساقيها للجري خلف هذه الأهداف لإدراكها وتحقيقها، وهي تحسب أن التطور سيكون هدية من الاتحاد الدولي لكرة القدم للدول الناشئة في مضمار اللعبة الشعبية الأولى، أو هبة من الاتحاد الآسيوي لتحفيزها على المشاركة في جميع المسابقات التي ينظمها.
بطريقة ما تم اختزال كرتنا وأهدافها في البحث عن إشراقة هنا، أو فوز هناك، أو لقب يشبه فقاعة الصابون، فلم يعد مهماً أن نبني منتخبات منافسة وقوية ومحضّرة بدنياً وفنياً ونفسياً، وإنما بعض الإنجازات الخلبية، لنطبّل ونزمّر لها ونتغنى بأمجادها، ونواري بها خيباتنا المزمنة، وانتكاساتنا المتلاحقة..
بعد النتائج السلبية لمنتخبنا في تصفيات كأس العالم، وآخرها الخسارة المدوية أمام لبنان، ستكون هناك هزات ارتدادية على مستوى اتحاد اللعبة، والكادرين الفني والإداري، ولكن.. هل هذا هو الحل؟! أم سيكون جزءاً من الحل؟! تغيير الأشخاص واستبدالهم بنسخات عنهم لن يقدم أي شيء أو يؤخره!! فقط سيتم امتصاص الصدمة والنقمة من الجمهور الكروي، وسيقال له: غداً يوم جديد..!!.
مابين السطور – مازن أبوشملة