بالكتابة أثبتوا وجودهم.. وواجهوا الأغراب

الملحق الثقافي:ميثاء محمود:

أكثر من انشغل من أدباءِ العالم بالكتابة والإبداع، كتّاب أميركا اللاتينيّة، ولاسيما أدباء «البيرو».. ممن سعوا للدلالة على أصالتهم وإثبات وجودهم، لمواجهة الأغراب الأوروبيين، الذين اغتصبوا القارة الجديدة، وأبادوا سكانها الأصليين، والذين فرضوا وجودهم على عالمٍ، استطاع كتّابه أن يكونوا صوت إنسانيّته المعبّر عن قهره وتمزّقه ومعاناته، وإلى أن شكّلت أصواتهم جسراً، أوصلهم إلى التميّز والعالميّة…
من أشهر هؤلاء الكتّاب «ماريو فارغاس يوسا» الذي رأى بأن أصول كلّ هوايةٍ أدبيّة، تكمن في حالة عدم الرضا من الواقع، بل ومن العالم الذي يدفع المرء إلى استبداله بعالمٍ آخر، تسكنهُ وتحكمه الكتابة والكلمات..
إنه يعتبر أن مهمة الكتابة هي التمرّد، وبشكلٍ أعمى، ودون أن يجد لهذا التمرّد سبباً، ذلك أن الأدب لديه: «الأدب هو قوت الرّوح المتمرِّدة، هو إعلان عَدم الانْقياد، هو ملجأ لمن لديهم القليل جداً، أو الكثير جداً في الحياة».
هكذا كان مبدأ هذا الروائي، الذي أكثر ما دفعه إلى الكتابة، رغبته بإثبات أن الأدب هو مرآة الشعوب، وقوّتها وأصالتها، والهواء الذي تتنفّسه فتحيا وتواجه أعداء وجودها.
لا يختلف الدافع الذي جعل الكاتب «خوليو رامون ريبيرو» يمتهن الكتابة، عن دافع «يوسا»، فهو وإن سعى إلى الكتابة لأنها تروق له، ولأنها أكثر الأعمال تعبيراً عن الحياة الذاتيّة، إلا أن دافعه الأكبر، هو رغبته بالتحرّر من سلسلة التوتّرات والانهيارات، التي يسبّبها الآخر الغريب، المتسلّط واللاإنساني.
هو لم يحترف الكتابة فقط، بل والدهشة التي أغرقته في عالمِ من الكلمات، التي جعله يكتب، وكما قال: «من أجل الدهشة التي تعتريني، في اللحظة التي أشهد فيها ميلاد عالمٍ مترابط بالرموز، أخطّه على الورق.. أكتبُ من أجل الوجود والرحمة، والإدانة للكثير من الأشياء التي لا ترحم..».
أما الأديب والشّاعر «ميغل انخيل استورباس» الذي قضى أغلب حياته في السك الدبلوماسي، فكان واضحاً أنه سعى إلى الكتابة، للكشف عن ثراء أدب بلاده، مثلما للتحرّر من القهر والظلم والقمع، وسوى ذلك مما فرضه مغتصبو القارة الجديدة، وممارساتهم التي وإن تمادت في انتهاكِ الأوطان ووجود الإنسان، إلا أنها عجزت عن انتهاكِ الحقيقة التي ينتمي إليها، وأكّدتها أعمال عديدة قدمها ومنها «رجال الذرة» التي حاول فيها إعادة الاعتبار، لنمط الحياة الذي كان الهنود الحمر يعيشونه، والمناقض للنظام الذي فرضه عليهم الغزاة البيض الأوروبيّون.

التاريخ: الثلاثاء19-10-2021

رقم العدد :1068

 

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر