قدم اتحاد كرة القدم استقالته على خلفية النتائج الهزيلة والسيئة للمنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال لكأس العالم، منتخبنا لعب أربع مباريات في رحلة الذهاب وبقيت له واحدة، والنتائج تتحدث عن ثلاث خسارات وتعادل!! فما كان من الاتحاد إلا أن قدم استقالته بعد أن بدت آماله ضعيفة في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وهذا ما وعد به مسبقاً.. وتداعت الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم لاجتماع قبلت به الاستقالة وانتخبت لجنة مؤقتة لتسيير الأمور من خبرات قديمة لها تاريخها في اللعبة، وهذه اللجنة المؤقتة هي المسؤولة عن استحقاقات كرة القدم محلياً وخارجياً وعن كل اللجان العاملة في الاتحاد وهي التي سترسم سيناريو الانتخابات القادمة لاتحاد جديد.
ما حدث ليس جديداً على كرتنا، يأتي اتحاد يبدأ بالوعود، يصور للناس الأمور في أزهى الصور، ويبدأ العمل ويقع بالأخطاء الكبيرة والصغيرة، ويجد نفسه محاطاً بالكثير من المشاكل ويكون عاجزاً عن الحلول، وبالتالي يستقيل، وهكذا هي السيرة مع كل الاتحادات التي لاتتعدى قيادتها لها سنتين أكثر أو أقل بقليل أي إن الدورة الانتخابية التي مدتها أربع سنوات لاتكتمل!! ومن هذا نستنتج أن أخطاء الاتحادات متشابهة، وكلها تخص المنتخبات الوطنية، وأكثرها يتعلق بالإدارة والنتائج، ويكون الهروب والرحيل مصير هذه الاتحادات، وكأن من يأتون لا يتعلمون ممن سبقهم وكأن الأخطاء سمة رئيسية في عمل اتحادات كرة القدم المتتالية وكأن الأخطاء أيضاً أمر لابد منه وحالة لا يمكن الاستمرار بدونها؟!!
الآن بدأنا مرحلة جديدة وهذه المرحلة يجب أن تستكمل، إلى أن يأتي اتحاد جديد نتمنى له النجاح في عمله ورؤيته واستراتيجيته لبناء كرة قدم على أسس راسخة، وألا يكون مصيره مثل سابقيه.
ما بين السطور – عبير يوسف علي