أخيراً أعلنت السلطات الأردنية بوضوح و صراحة، أنه ليس من تبادل للنقل الجوي بين عمان ودمشق في الوقت الراهن.. منهية بذلك أحاديث وتساؤلات حول عودة هذه الخدمات.. بل حتى أن بعض الإعلام حدد موعداً لأول طائرة أردنية ستصل مطار دمشق.. ولأنه لم يكن ثمة بيان رسمي من أي من البلدين حول هذا الأمر.. ظل كثيرون يشكون ويرغبون في التوضيح.. واقتربنا من الوضوح بتعليق غائم حاضر غائب للولايات المتحدة يظهر طيفاً بسيطاً من المشاعر الأميركية بأنها لا ترى الفرصة مهيأة لعودة الخدمات الجوية بين البلدين!! وكان الوجوم الذي انتهى بالتوضيح الأردني.
لا أحد يلوم الأردن.. فالجماعة أظهروا أكثر من مرة الرغبة في العودة للتعاون والعمل المشترك بين البلدين!! وفعلوا ما يبدو أنه هو ما يقدرون عليه ويتمثل بافتتاح معبر نصيب الحدودي البري.. وغير الأردن من الدول العربية أظهرت أيضاً رغبة في العودة للعمل المشترك مع سورية.. لكن .. يبدو أن الأمر لم يكن ليحتاج تصريحاً غائماً أميركياً بل كان يكتفى برفع الحواجب.
لا تلام الدول العربية في استجاباتها للرغبات الأميركية.. فدول غيرها أكبر و أهم، صعب عليها أن ترفض الاستجابة لهذه الرغبات.. بل صعب عليها حتى أن ترغب دون إشارة موافقة من الولايات المتحدة … مخالفة السيد الكبير ليست سهلة.. والعالم بدوله الشقيقة والصديقة .. لا يريد الدخول في التجربة.. هناك عدد من الدول يفعل.. وقد عود أميركا بأنه يفعل.. نموذجه الأهم إيران.
لا يمكن أن نطالب دول العالم ومن بينها الشقيقة والصديقة.. أن تغامر بمخالفة السيد الأميركي لأجل سورية.. إنما أنا أسأل محتاراً: ما الذي يجعل السيد الأميركي وغيره من دول الغرب الاستعماري مصراً على الاستمرار في معاملة سورية هكذا.. ألم يشبعوا من اللحم السوري بعد؟!
هم يعلمون أن هذا اللحم لن يطرى و يحلى باستمرار الحصار والعقوبات.. لو كان سيحلى ويطرى ويطيب طبخه لظهرت مقدمات لذلك كله.. فماذا ينتظرون؟ ولماذا كل هذا العداء.. ولماذا يشتهون لحومنا حتى هذا المستوى وهم يعلمون أن لحمنا مر مهما عصر وخمر فلن يحلو.. لأنه لحم سوري وهو مر. هو لحم سوري مر.
معاً على الطريق – أسعد عبود