وأخيراً .. أصبح لدينا صندوق لدعم استخدام الطاقات المتجددة ورفع كفاءة الطاقة .. وبات بإمكاننا ركن سلسلة الوعود والتطمينات البراقة جانباً، أو قذفها في ذاكرة النسيان، وفتح صفحة جديدة عنوانها العريض التنفيذ العملي والتطبيق الجدي، بعد تلاشي “كل العقد والمطبات والعراقيل والحواجز المسبقة الصنع والفزاعات” التي كان البعض يتفنن بوضعها على طريق توطين تكنولوجيات الطاقات المتجددة “الريحية والشمسية” ويشكك بحتمية استيعابها وتطبيقها وانتشارها على أوسع لا أضيق نطاق ممكن.
وأخيراً، أصبح بإمكاننا القول إن عام 2021 هو عام الطاقات المتجددة “الشمسية ـ الريحية ..” بامتياز .. وأن ما قبل صدور المرسوم التشريعي “رقم 23 لعام 2021” لن يكون كما بعد على الإطلاق مع وجود باقة التسهيلات الكاملة ـ المتكاملة التي وصفها البعض من داخل “الكار الكهربائي” بالعصرية والمتطورة.
نعم .. حراكنا الطاقي اليوم عالي المستوى بامتياز، ولا يقبل القسمة على اثنين “ممكن أو غير ممكن”، ويرفض أن يكون له غير المخلص والمجتهد والمثابر والوطني شريكاً في قادمات الأيام التي “من العقل والمنطق” أن يتم خلالها تجهيز الأرضية التنفيذية الفولاذية التي سينطلق منها مارد هذا المشروع الاستراتيجي الذي تحرر وبشكل نهائي من قمقم الكتب والمراسلات وورشات العمل والحملات الدعائية ـ الإعلانية والندوات والاجتماعات، وانطلاقه “كما هم مخطط ومحدد له بالمرسوم” باتجاه تحقيق فوائد تكنولوجيات الطاقة المتجددة من خلق فرص عمل، ورفع مساهمتها إلى النسب المستهدفة ضمن استراتيجية الطاقة المتجددة لغاية 2030، والحد من استهلاك المستخدمين في القطاعات الرئيسية المشتقات النفطية والكهرباء، وصولاً إلى تعزيز وتمتين أمننا الطاقي الوطني وتدعيمه وحمايته من الهزات الارتدادية للعقوبات الخارجية التي لن تستطيع بجور وظلم وفجور مصدريها حجب أشعة الشمس، ولا بناء سد في وجه الهواء والرياح .. وتمكننا من قطع شوط مهم جداً باتجاه تلبية الطلب المتزايد والمستمر على الطاقة الكهربائية بأقل تكاليف مادية وبيئية وصحية ممكنة.
قطار الطاقات المتجددة انطلق رسمياً باتجاه المحطات والمسار التي تم رسمها له، وهذا “بالواقع والحقيقة والعقل” يحتاج إلى مواكبة حكومية استثنائية ومن نوع خاص جداً .. حراك يحول دون خروج قطار طاقاتنا المتجددة عن سكته، ويمكنه من بلوغ هدفه .. دون وقوف أو توقف.. كفانا.
الكنز- عامر ياغي