بات أمراً ليس عادياً أو مجرد مشكلة عابرة، بل واقع ومشهد يومي يوثق صعوبة المشكلة وتفاقمها مع ماتطرحه من ألم المعاناة اليومية التي تشغل بال الكثيرين ممن هم على احتكاك يومي بها , مجبرين غير مخيرين ، مع عدم وجود حلول ناجعة تحد من آثار المشكلة وانعكاس نتائجها السلبية على مجمل تفاصيل الحياة اليومية .
إذ إن طرح مشكلة أزمة النقل وتأمين المواصلات أو الحديث عنها ، أو المطالبة بحلول مناسبة لها ليس بجديد أبداً، لكونها مشكلة يومية متفاقمة أيضاً ومتشعبة أكثر باتت لا تحتاج لحديث أوعرض وتحليل في ضوء وعود للمعنيين بها بالتخفيف منها دون وجود أي أفعال مقنعة على أرض الواقع لهذه الوعود أو ترجمة مايطرح من مناقشات حولها .
فأعداد كبيرة من مختلف الشرائح من موظفين وطلبة مدارس وجامعات وأفراد مختلفين هم على معاناة آنية مع أزمة المواصلات سواء في الذهاب لأماكنهم المقصودة أو العودة لأماكن سكنهم في داخل المدن ، وعلى أغلب خطوط النقل العاملة ولاسيما الطويلة منها ، مايزيد من حجم الأعباء والنفقات المادية التي تضاف لحجم الأعباء الأخرى لتعكس مزيداً من إرهاق مادي وجسدي للكثيرين .
ومع بداية العام الدراسي ازدادت المعاناة في مختلف المحافظات ، إلا أنها تتضح أكثر في الأرياف ، فبعض القرى البعيدة يحتاج قاطنوها للوصول لمركز المدينة لاستخدام وسيلتي نقل وأحياناً ثلاث حتى مع عدم تخديم هذه القرى بالعدد المطلوب من وسائل النقل ، والصعوبة أكثر حين العودة وأوقات ذروة الازدحام حيث مزاجية عدد من السائقين في تخديم الخطوط ، أو خروج آخرين من الخدمة بحجة عدم وجود محروقات .
والفترة الحالية تؤكد حجم المعاناة خاصة لمن يتكبدها من طلاب الجامعات ومنهم على سبيل المثال طلاب جامعة تشرين حيث ينتظرون لساعات طويلة ليستطيعوا العودة من الجامعة إلى قراهم ، خاصة لمن يحتاج أكثر من وسيلة، وفي وقت متأخر حيث قلة عدد الوسائل ، مع زيادة أجور التعرفة وحشر أعداد كبيرة تفوق بكثير الطاقة الاستيعابية لوسيلة النقل.
فأين الجهات المعنية من تكرار وتفاقم هذه المعاناة، وهي التي تؤكد حرصها على المتابعة اليومية، والعمل للتخفيف من المشكلة، وتسيير باصات نقل داخلي لبعض الجهات، وضبط حركة السير والخطوط ، وفرض المخالفات بحق من لايتقيدون بالتعليمات، أم إن ذلك مجرد كلام ووعود لا أكثر .
حديث الناس – مريم إبراهيم