“التكاذب” الأميركي التركي.. سياسة توزيع الأدوار

الثورة أون لاين – أحمد حمادة:

من يراقب السياسة الأميركية التي تلعب على حبال المتناقضات، والازدواجية في التصريحات، وتوزيع الأدوار بين مسؤولي السياسة الخارجية والبنتاغون والسي آي إيه حول قضايا عديدة في هذا العالم، يجزم بأنها تقوم على الاستثمار بسياسات الآخرين، وإمكانية التخلي عنهم أو التحالف معهم بالآن ذاته، وأن القاسم المشترك الوحيد لهذه السياسة هو تحقيق مصالح الولايات المتحدة الاستعمارية فضلاً عن تحقيق أمن الكيان الإسرائيلي في منطقتنا، وهاتان المصلحتان تتطلبان، برأي واشنطن، الاستثمار بالأزمات والإرهاب والحروب وتأجيجها وإدارتها.
مناسبة هذا الكلام هي سياسة التكاذب الأميركي التركي حول ما يجري من استعدادات تركية لعدوان عسكري مفترض ومبيت على الشمال السوري لاحتلال المزيد من الأراضي السورية، فالطرفان يسوقان في لحظة ما أنهما مختلفان حول رؤيتهما للحل في سورية، ومختلفان حول علاقتهما بما يسمى الفصائل الكردية أو “ميليشيا “قسد” الانفصالية على وجه التحديد، ثم يروجان بأنهما يحاربان الإرهاب سوياً، ثم تالياً يزعمان بأن أهدافهما واحدة من غزو الأراضي السورية، وهي مساعدة السوريين على تجاوز مأساتهم.
وفي تفاصيل التكاذب إياه نرى أردوغان وهو يروج في أعقاب اجتماعه ببايدن بأنه حصل على الضوء الأخضر من هذا الأخير لاجتياح عدة مدن في شمال سورية، لإبعاد “الفصائل الكردية” المناوئة له عن حدود تركيا لحماية أمنها المزعوم، ثم يخرج علينا المتحدث باسم الخارجية الأميركية، لا لينفي ذلك بل ليترك الباب موارباً، فنراه يلعب على المصطلحات والكلمات، فلا هو منح أردوغان الضوء الأخضر المشار إليه ولا منعه من العدوان العسكري المبيت.
إذاً هو الغموض الأميركي واللعب على الحبال، الذي يعد سيد الموقف في البيت الأبيض على الدوام، حيث ميليشيا (قسد) برأي المتحدث باسم الخارجية الأميركية “مازالت حليفة لبلاده” -كما يقول-، وحيث “يجب على أنقرة احترام اتفاقات وقف النار بينهما”، بل “ومن المهم أن تحترم جميع الأطراف الهدنة في سورية لحفظ الاستقرار هناك” كما يردف، وأكثر من ذلك فإن عبارته “إن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك تماماً أهمية المصالح المشتركة مع الجانب التركي، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب” تفضح كل نيات السياسة الأميركية الساعية إلى الخراب والدمار وإطالة أمد الحرب في سورية ونسف الحل السياسي، والإفصاح عن طبيعة العلاقة الحقيقية بين واشنطن وأنقرة ومصالحهما الواحدة التي تتناقض مع مصلحة الشعب السوري، وتتعارض مع القرارات والقوانين الدولية.
هو الضوء الأميركي فعلاً لاستمرار العدوان، وإن تطلب الأمر إطلاق بعض التصريحات أو الإيحاءات التي تشي بعكس ذلك، وهذا الضوء يحتاج دوماً إلى الكذب والتضليل والغموض وتوزيع الأدوار، كي يتمكن البيت الأبيض من الإمساك بخيوط اللعبة، وتوفير مناخات الاستثمار بالإرهاب، وجعل جميع الأدوات في خدمة هذا الهدف وأولها “قسد”، وثانيها تركيا، وثالثها كل الأدوات الإرهابية، ورابعها جميع الأتباع الإقليميين والدوليين.. فهل أدركنا طبيعة هذا التكاذب، وقبله الكذب والتضليل الأميركي؟!.

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان