الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
بزغ فجر يوم آخر من المواجهة حول الأجندة المحلية للرئيس بايدن وكانت نوعاً ما متفائلة، حتى بعد الهزيمة التي لقيها الديمقراطيون في البداية، ولكن بحلول فترة ما بعد الظهر، بدا المشرعون مرة أخرى عالقين عندما دخل قادة الكتلة السوداء في الكونغرس مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في محاولة لسد الفجوة بين مجموعة حازمة من المعتدلين الديمقراطيين المترددين ومجموعة أكبر بكثير من الليبراليين الذين يطالبون بتمرير خطة البنية التحتية للرئيس التي تبلغ قيمتها تريليون دولار فقط بالتزامن مع مشروع قانون الرعاية الاجتماعية وتغير المناخ البالغ قيمته 1.85 تريليون دولار، واقترح المشرعون السود خطة كانت في البداية خجولة للغاية ومعقدة، وهي تمرير مشروع قانون البنية التحتية على الفور، ثم القيام بإجراء تصويت إجرائي بحسن نية على مشروع القانون الأكبر الذي يجب أن يكون كافياً قبل التصويت النهائي في منتصف تشرين الثاني.
وافقت بيلوسي على الصفقة، وبعد ذلك، بشكل واضح، أرسلت رئيسة حزب Black Caucus، النائبة جويس بيتي من ولاية أوهايو، إلى المراسلين المنتظرين لإخبار العالم. في الواقع، استغلت المتحدثة فصيلًا واحداً من الديمقراطيين الجامحين للفوز على اثنين آخرين، وأدركت أن المشرعة الأمريكية وهي من أصل أفريقي قد يكون لها تأثير أكبر في تلك المرحلة أكثر مما كانت تفعله.
بعد تسع ساعات، أرسل أعضاء مجلس النواب الديمقراطي، بمساعدة عدد قليل من الجمهوريين إلى بايدن أكبر مشروع قانون للأشغال العامة منذ عهد الرئيس دوايت دي أيزنهاور، كما اتخذوا خطوة كبيرة نحو الموافقة على إجراء متعثر شامل لشبكة الأمان الاجتماعي، مما أدى إلى نوع من التقدم التشريعي، يقول الكثيرون في الحزب إنه تأخر كثيراً وأنه ضروري لتجنب كارثة انتخابية للديمقراطيين في منتصف المدة العام المقبل.
قال بايدن يوم السبت أثناء احتفاله بالموافقة على قانون الأشغال العامة: “لقد حقق الشعب الأمريكي شيئاً ساحقاً، على ما أعتقد.. أنا أعني ذلك حقاً – كل الحديث عن الانتخابات وماذا يعني ذلك؟، يريدون منا أن ننجز.. الليلة الماضية أثبتنا أننا نستطيع. لقد قمنا بتسليم عنصر واحد كبير”.
كان تمرير تشريع لضخ مبالغ ضخمة من الأموال في الطرق المتهالكة والجسور والأنفاق والعبور، وإعادة بناء المطارات وتوسيع نطاق الوصول إلى النطاق العريض في المناطق الريفية.
حدث ذلك في نهاية المطاف لأن التعنت بين الفصائل تحول ببطء إلى التعاون بين الأعضاء – كل ذلك في خدمة ما كان ينبغي أن يكون مهمة سهلة، وإنفاق الأموال على مشاريع ذات جاذبية واضحة من الحزبين في المناطق المحلية.
إن التحريفات التي استغرقها مجلس النواب لتمرير مشروع قانون حصل على موافقة مجلس الشيوخ في آب يؤكد مدى انقسام ومدى صعوبة ذلك، وسيكون ذلك جليا خلال العام المقبل.
قال النائب براد شيرمان، وهو ديمقراطي مخضرم من جنوب كاليفورنيا، “من الصعب للغاية إدارة مكان به مثل هذه الأغلبية الضيقة، ولكن ما يفاقم ذلك، لا يوجد تداخل” داخل الفصائل، عندما جئت إلى هنا لأول مرة، كان هناك جمهوريون ليبراليون وديمقراطيون محافظون.. الآن، الجمهوري الأكثر ليبرالية هو على يمين أكثر الديمقراطيين تحفظاً، لذا فأنت تحاول الانجذاب إلى الداخل مباشرة “.
وعندما سقطت المطرقة في وقت متأخر من ليلة الجمعة في تصويت 228-206 ، رحب الديموقراطيون ببيلوسي ترحيبا حاراً وبصوت عال بينما كانت تعانق أعضاء مجلس النواب.
واحتفل أعضاء “الفرقة” المزعومة من أعضاء اليسار المتطرف بأصواتهم الستة بـ “لا” ، حيث جادلوا بأن تمرير حزمة البنية التحتية يهدد نفوذهم على مشروع القانون الأوسع – والذي يتضمن تمويل برامج تغير المناخ، والمدفوعات الشهرية للأسر التي لديها أطفال، والتعميم لمرحلة ما قبل الروضة، وإعانات الرعاية الصحية، وبرنامج إجازة عائلية مدفوعة الأجر. وأعلنت النائبة كوري بوش من سانت لويس، عن معارضتها للتصويت بشدة.
وقام النائبان أبيجيل سبانبيرجر من ولاية فرجينيا وجاريد جولدن من ولاية مين، بحجب توقيعاتهما عن بيان رئيسي حصل على أصوات ليبرالية كافية لمشروع قانون البنية التحتية، حيث أعلن هذا البيان، باستخدام اسم بايدن في مشروع قانون الرعاية الاجتماعية والمناخ.
على الجانب الآخر من الممر، قامت النائبة مارجوري تايلور جرين من جورجيا بتشجيع متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي على الجمهوريين الذين تجرؤوا على التصويت لإنفاق مبالغ طائلة، بعضها على مشاريع في مناطقهم: “هؤلاء هم الـ 13 “الجمهوريون” الذين سلمت بطاقات التصويت الخاصة بهم إلى نانسي بيلوسي لتمرير استيلاء جو بايدن على أمريكا عبر ما يسمى بالبنية التحتية
على الرغم من أن 19 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ، بمن فيهم زعيمهم ميتش ماكونيل من كنتاكي، صوتوا لصالح مشروع القانون في آب، فقد ضغط القادة الجمهوريون في مجلس النواب على زملائهم لمعارضة الإجراء، لتعزيز صورة الأغلبية الديمقراطية والغالبية العظمى من أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، وفعلوا ذلك بالضبط، على أمل حرمان بايدن والديمقراطيين من الفوز قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
كانت تعبئة بيلوسي للكتلة السوداء بارعة حيث اعتقد قادة مجلس النواب أن ليبراليي التجمع التقدمي سيكونون أكثر تقبلاً للأعضاء الأمريكيين من أصل أفريقي منهم- على الرغم من أن معظم أعضاء المجموعة السوداء الذين قدموا الحل الوسط كانوا أيضاً أعضاء في القيادة أو مساعدي بيلوسي.
وقال النائب حكيم جيفريز من نيويورك، رئيس التجمع الديمقراطي الذي كان أيضاً جزءاً من المجموعة الحزبية السوداء التي توسطت في التسوية: “يريد CBC الهبوط بالطائرة لأن CBC تمثل المجتمعات التي لديها أكبر مكاسب”.. “الأمر ليس أكثر تعقيداً من ذلك.”
على وجه التحديد، كانت الفكرة التي طرحها أعضاء كتلة السود هي الموافقة أخيراً على مشروع قانون البنية التحتية الذي يحتجزه المشرعون التقدميون – وفي المقابل، كدليل على الثقة، سيوافق مجلس النواب أيضاً على قواعد المناقشة الخاصة بمشروع قانون الرعاية الاجتماعية المطلوب من قبل التقدميين، وسيقومون بالتصويت في غضون أسبوعين.
بقلم: جوناثان وايزمان و كارل هولس