استيقظ العراق والعالم على محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، بوساطة طائرات مسيرة كما يقول الخبر، ثلاث طائرات وليست واحدة، الرسالة دون ربطها بالظروف والمعطيات الحالية وما يجري في المنطقة، بينة وكما يقال بالعامية (المكتوب مقروء من عنوانه) العراق الذي ذاق ويلات الاحتلال الأميركي الذي استباحه بكل شيء، ولم يترك إلا وزارة النفط دون تدمير.
لم يخف القادة الأميركيون أهدافهم من احتلال العراق، من نهب الثروات إلى مصادرة دوره القومي، وإضعافه، ومن ثم إقامة القواعد العسكرية على أرضه، ولهذا لم يكن غريباً أن واشنطن بنت أكبر سفارة في العالم لها في العراق، هل هو حب بالعراق والعراقيين؟
المشهد يستعيد التفجيرات التي كانت تقف وراءها المخابرات الأميركية، ومعها الموساد الصهيوني، تفجيرات متنقلة تستهدف بشكل دوري ومنظم مختلف الشرائح العراقية، حتى يبدو الأمر كأنه حرب أهلية عراقية، ما يتيح لواشنطن أن تطيل أمد احتلالها والبقاء كابوساً على صدور العراقيين.
واليوم مع استعداد العراق ليكون دون وجود قوات الاحتلال الأميركي مع نهاية العام، هذا لايروق لواشنطن ولا لتل أبيب ولا لقوى العدوان التي تريد للمنطقة أن تبقى في دائرة التوتر، وإظهار دول المنطقة كأنها خارج القدرة على البقاء دون وجود الاحتلال الأميركي.
فتشوا عن واشنطن وتل أبيب، عن المستفيد مما يجري، وما سيؤول إليه الأمر، ولكن الوعي العراقي واليقظة اللذين أظهرهما كفيلان بأن يحبطا المخططات الجهنمية التي تستهدف المنطقة كلها من خلال العراق.
البقعة الساخنة – ديب علي حسن