الثورة أون لاين:
يعاني الكثيرون من الاكتئاب الشتوي أو ما يسمى “الاضطراب العاطفي الموسمي” خلال فصلي الخريف والشتاء، وهو أحد أكثر أنواع الاكتئاب شيوعاً، ولكن قد لا يستطيع البعض التفرقة بين اكتئاب الشتاء والاكتئاب الحقيقي.
فهناك خطوات بسيطة نستطيع بها معرفة الفرق بين اكتئاب الشتاء والاكتئاب الحقيقي . ما هو اكتئاب الشتاء؟
بموجب الإرشادات التشخيصية الحالية للصحة العقلية، لم يعد الاضطراب العاطفي الموسمي أو “اكتئاب الشتاء” مدرجاً كاضطراب مزاجي قائم بذاته، إذ يتم تعريفه على أنه مجموعة فرعية من الاضطرابات الإكتئابية ذات النمط الموسمي، حيث يعاني الشخص من أعراض أكبر وأقل لاضطراب اكتئابي. وبشكل عام إن الاضطراب الإكتئابي الكبير ذا النمط الموسمي أكثر شيوعاً في خطوط العرض العليا من الكرة الأرضية مع تغيرات موسمية أكبر، وتحديداً أماكن مثل كندا والولايات الشمالية، التي لديها نهار أقصر خلال أشهر الشتاء، وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر نوبات اكتئاب الشتاء أكثر شيوعاً لدى الشباب.
حيث الفرق بين اكتئاب الشتاء والاكتئاب الحقيقي في التمييز والتفرقة بين تشخيص الاكتئاب والاكتئاب بنمط موسمي، يتعلق الأمر كله بالتوقيت، فان الأعراض لكليهما من المحتمل أن تكون متشابهة جداً أو حتى متطابقة.
الشخص الذي يعاني من اضطراب اكتئابي كبير ذي نمط موسمي (اكتئاب الشتاء) قد يعاني من أعراض شائعة مثل: المزاج المكتئب. زيادة الوزن (زيادة الشهية والاشتياق المحدد للكربوهيدرات أمر شائع في أشهر الشتاء). النوم المفرط أو النعاس. فقدان الاهتمام بالأشياء. الشعور باليأس والميل للانتحار في أشهر الخريف والشتاء على عكس بقية العام. ولكي يتم تشخيص شخص ما بالاكتئاب بنمط موسمي، يجب أن يكون قد مر عليه ما لا يقل عن عامين من الأعراض التي تزداد سوءاً خلال فترة زمنية محددة من العام، كما يجب أن تفوق نوبات الاكتئاب الموسمية بشكل كبير نوبات الاكتئاب غير الموسمية.
فإن اكتئاب الشتاء يتطلب عادة اتباع نفس النهج المُتبع في علاج الاكتئاب الحقيقي، فعادةً ما يتم وصف العلاج واستخدام الأدوية المضادّة للاكتئاب لشخص مصاب بالاكتئاب، سواء كان موسمياً أم لا.
فقد نوصي باستخدام العلاج السلوكي المعرفي، والتنشيط السلوكي، واليقظة. فانه لا ينبغي على الأشخاص محاولة الانتظار حتى انتهاء نوبة الاكتئاب إذا كانت موسمية. إن العقلية القائلة بأن شخصاً ما يمكنه تحمل نوبة الاكتئاب تعني أنه من المحتمل أن يمر بفترة عدة أسابيع أو أشهر من إعاقة وظيفية ومواجهة الصعوبات في التعامل مع المشاعر الصعبة التي يواجهها، لذا كلما تمكن المرضى من الحصول على مساعدة احترافية وتعلم مهارات مفيدة، أسرعوا في العودة إلى حياة أكثر إرضاءً وإمتاعاً.