بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
إنها “تسيبي حوتوبيلي” سفيرة الكيان الإسرائيلي في بريطانيا، والحدث هو طردها من قبل طلاب بريطانيين مناصرين للقضية الفلسطينية، بعد محاولتها إلقاء كلمة في إحدى كليات الاقتصاد في العاصمة لندن.
يا له من موقف، يصدر عن مواطنين غربيين، ومن دولة كانت الخنجر الذي طعن الفلسطينيين في ظهرهم، والتي أصدرت وعد “بلفور” المشؤوم” ومنحت أرضاً لا تملكها لمن لا يستحقها.
اليوم، ومن قلب تلك الدولة، التي كانت تستعمر فلسطين باسم الانتداب، ودمرت شعبها وشردته بقراراتها الاستعمارية، والتي زرعت في أذهان مواطنيها أن اليهود هم أصحاب الأرض والسيادة على فلسطين، والتي رسخت ثقافة القتل والإرهاب في عقول طلابها وتلامذتها وناشئيها، نجد أن هؤلاء الطلاب يرفضون كل تلك الثقافة، وأنهم يدركون الحقيقة، ويعرفون أن “حوتوبيلي” عنصرية وكيانها إرهابي وغاصب، وينتهك حقوق الإنسان بشكل سافر.
منعوها من المشاركة في ندوة أكاديمية في جامعتهم، بل قاموا بطردها تعبيراً عن سخطهم على هذا الكيان، وأكملوا موقفهم المشرف بالتظاهر ضدها خارج مبنى القاعة، وعبروا عن مناصرتهم للقضية الفلسطينية، ما اضطرها للهروب بحماية الشرطة البريطانية.
هتفوا هتافات مناهضة لكيانها الغاصب، متهمين إياه بالعنصرية على خلفية ممارساته الإرهابية بحق الفلسطينيين، تضامنوا مع شعب مظلوم وأيدوا قضيته، ووصفوا تلك السفيرة الإرهابية بأنها “عنصرية ومؤيّدة للاستيطان”، ووصفوا كيانها بأنّه “دولة إرهابية” مع أنه ليس بدولة.
فهل نشهد مشاهد أخرى في عواصم غربية تحاصر سفراء الاحتلال الصهيوني؟، وهل تتوسع الدائرة لتشمل عواصم العالم؟، وهل يمنع الشرفاء في الغرب والشرق سفراء الكيان ومنظروه وسياسيوه وباحثوه من التسويق لجرائمهم بحق الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين؟.
هل نشهد عواصم عربية تقوم بالفعل ذاته بدل فتح قنوات التطبيع وشرعنة الكيان الغاصب واستقبال سفرائه ومستوطنيه؟، هل نفعلها نحن العرب ونرسل رسالة للعالم بأن جرائم “إسرائيل” وإرهابها لن يمرا بعد اليوم؟.
رسائل كثيرة أرسلها طلاب جامعة لندن، أقلها أن كذبة وجود “إسرائيل” لن تمر حتى على مواطني الدول الغربية أنفسهم، وأن الكيان إلى زوال مهما تستروا على نشأته المشبوهة، ومهما دعموه بالمال والسلاح والإعلام والتضليل!.