لم تنطفئ شمعة الأمل بعد، لكن ضوؤها انكفأ، إلى الحد الذي توارى فيه عن الأنظار!!حكايات كرتنا ومنتخباتنا شبيهة بأحلام اليقظة التي يتم تدجينها بعبارة “هذه امكاناتنا وحدودنا”، ربما كان ذنبنا أننا نشتط بالأحلام ونغفو على كتف الطموحات، مجردين من كلّ شيء، إلا من ذلك الوسواس الذي يراودنا عن أنفسنا، ويحملنا على استيلاد حلم كلّما شيعنا حلماً، واستنباط أشكال جديدة من التطلعات تتلاءم مع الكوابيس التي تقض مضاجعنا في أوقات الاستحقاقات الكروية التي باتت عبئاً على خيال الجماهير الكروية العاشقة لمنتخباتنا الوطنية إلى درجة الثمالة.
يسير منتخبنا الأول بخطى حثيثة نحو وأد حلم، لطالما داعب المخيلة، وإن كنا لسنا من هواة جلد الذات والبكاء على الأطلال، أو الاستسلام للتشاؤم، بيد أننا مكرهون للانخراط في جوقة المتسائلين عن مصفوفة الذرائع التي تقتل أحلامنا الكروية في مهدها؟!وهل يتوجب علينا الاقلاع عن الأحلام والركون إلى الزمن وترقب الطفرات؟!وهل باتت كرتنا عاجزة عن أن تكون رافعة لبعض الأمنيات الصغيرة؟! وإلى أين بلغت كرتنا من التراجع والانحسار والوهن؟!
يحلو للبعض إلقاء اللائمة على الاتحاد الرياضي العام، أو اتحاد الكرة، وربما على الكادر الفني لمنتخبنا أو اللاعبين، وقد يتحدث البعض الآخر عن الظروف وجائحة كورونا، وبنظرة أكثر عمقاً قد يغوصون في مجاهل الماضي الذي لم يكن مشرقاً، وجيله من اللاعبين والمدربين الذي لم يكن ذهبياً بالمعنى الحرفي ولا المجازي؟!ثمة خلل بنيوي في المنظومة الكروية يتجلى كلّما لاح في الأفق استحقاق أو مشاركة، ويكتنفه الغموض، عندما يتعلق الأمر بالمسابقات المحلية، تجاهله يزيد الأمور تعقيداً، والآمال بعداً عن المنال، ويترك كرتنا في نفقها الذي طاب لها المكوث فيه.
ما بين السطور – مازن أبوشملة