بعيداً عن حالة الأخذ والرد التي سجلت داخل وزارة الكهرباء نتيجة إصرار البعض على إعلان “2021” عام الطاقات المتجددة، ومطالبة البعض الآخر بتحديد “11 / 11” يوماً للطاقات المتجددة في سورية، جاء إعلان وزارة الكهرباء عن إنشاء محطة توليد كهروضوئية باستطاعة 300 ميغا واط في منطقة وديان الربيع بالقرب من محطة توليد تشرين بمحافظة ريف دمشق بالتعاون مع تجمع شركات إماراتية، ليؤكد جديّة الدولة وإصرارها على دخول نادي الطاقات المتجددة “الشمسية والريحية” من أوسع أبوابه.
ما جرى في وزارة الكهرباء يوم “11 / 11 / 2021 ” كان سياسياً واقتصادياً وخدمياً بامتياز، استطاعت من خلاله وزارة الكهرباء قطف ثمار المفاوضات الماراتونية التي امتدت لخمسة أشهر متواصلة، والتوقيع على العقد الخاص بمشروع محطة التوليد الكهروضوئية “مفتاح باليد”، وحجز مقعد لها بين دول المنطقة المنتجة للطاقة النظيفة الصديقة للبيئة.
هذا التحرك أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأقوال تحولت إلى الأفعال، وأن شرارة خارطة الطريق الوطنية الخاصة بالطاقات المتجددة انطلقت، وأن حقبة المراوحة في نفس المكان ولت إلى غير رجعة، وأن ساعة الصفر دقت إيذاناً بانطلاق قطار استراتيجية وزارة الكهرباء للطاقات المتجددة “حتى العام 2030 “، وتسجيل وثبة ثلاثية الأبعاد لدفع مؤشر الطاقات المتجددة باتجاه المساهمة المؤثرة والقوية في ميزاننا الطاقي الذي عانى ما عاناه نتيجة ويلات الحرب الوهابية ـ الإرهابية على سورية.
قص الشريط الحريري لمحطة التوليد الكهروضوئية هو بشرى خير للمواطن والصناعي والتاجر والفلاح، وهو فال خير بتوسيع مروحة هذه المشاريع، وصولاً إلى النتائج التي تمكننا ولو متأخرين بعض الشيء من اللحاق بركب من سبقنا، واغتنام الفرص لا الفرصة وتحويلها إلى “فرص محققة لا ضائعة”.
الكنز – عامر ياغي